الحديث عن مدينتي عدن وحضرموت، حديث ذو شجون لما للمدينتين من سمات وقواسم مشتركة، أهمها الخصائص المدنية، والتسامح، وتنوع الثقافة والفنون، فضلا عن كونهما حاضنتان لنشأة الأحزاب، والجمعيات، والعمل النقابي، وقبل ذلك كله موقعهما الجغرافي الذي جعلهما محط أنظار العالم ولاسيما القوى الاستعمارية في التاريخ الحديث والمعاصر.
وتعد مدينة عدن مدرسة في العمل النقابي على مستوى الخليج والجزيرة العربية، وتأتي بعدها أختها حضرموت، حيث ظلت النقابات تتقدم الأحزاب في قيادة العمل المدني في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
وقد شاركت الحركة النقابية في إحداث نقلة نوعية في المطالب الحقوقية، ولم تكتف بذلك، بل شاركت في نضال الحركة الوطنية التي قاومت الإستعمار البريطاني في الجنوب، وحكم الأئمة في الشمال، وتوجت تلك المشاركة بقيام ثورتي سبتمبر 1962م، وأكتوبر 1963م، وصولا إلى 30 نوفمبر 1967م، وإعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في 22مايو 1990م، والتي تلاها إعلان الجامعات اليمنية عن استمرار العمل النقابي وولادة بعض الكيانات النقابية.
وكان لجامعتي عدن وحضرموت الدور النقابي الفاعل إلى جانب نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء في تحقق ذلك.
وساهمت النقابتان مع باقي نقابات الجامعات اليمنية الحكومية (تعز، الحديدة، إب، ذمار، البيضاء، عمران ونقابة جامعة حجة التي لم تر النور حتى اللحظة) في إعلان المجلس الأعلى للتنسيق بين النقابات، وكان لحضورهما النقابي والمهني الدور الكبير في انتزاع وتحقيق أغلبية المطالب لمنتسبي هذه الجامعات.
ونظرا للظروف التي مر ويمر بها الوطن نتيجة التدخل الخارجي، والاقتتال والاحتراب الداخلي الذي انعكس سلبا على كافة جوانب الحياة ومقوماتها وبناها التحتية في وطننا الغالي على الجميع، وفي مقدمتها الجانب الاقتصادي الذي ازداد سوءا مع انقطاع مرتبات موظفي أجهزة الدولة ومنها الجامعات لأكثر من خمسة أشهر، وهو الوضع الذي اضطرت معه بعض نقابات أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعات الحكومية إلى تصعيد الفعاليات الاحتجاجية وصولاً لإعلان الإضراب الشامل في السابع من يناير الماضي وحتى يومنا هذا، وما زالت النقابات تبحث عن حلول (مع سلطة الأمر الواقع وسلطة الشرعية) للخروج من هذه الأزمة.
وخطابي الودي موجه للأخوة في نقابتي جامعتي عدن وحضرموت وجميع منتسبيهما؛
مازلنا في مجلس تنسيقي واحد، يجمعنا الوطن بكل جراحه وآلامه، ونزيف دمه الذي رؤى كل شبر في تراب أرضه الطاهرة، تجمعنا المهنة ورغيف العيش.
فلماذا لم نسمع صوتا يصدر عنكم أو حتى همسا وأنتم السباقون دوما في تقديم الحلول والدعم والمؤازرة للفعل المدني بكل إشكاله بل أنتم رواده.
لقد تعلمنا منكم الكثير خلال تجربتنا النقابية ، ولا يزال الأمل كبيرا في أن تقوم الجامعات بدورها الطليعي لإخراج الوطن والمواطن من هذا الوضع البائس.
هل ستفعلها الجامعات.. وماذا ستقدم؟
عشتم وعاشت الحركة النقابية حرة، مستقلة، وموحدة