سأحتفل بثورة 11 فبراير على طريقتي، سأنزوي بين الأشجار وأحلق مع النسور وسأرقص منتشيا كالجني، سأبكي خيبتي وانكساراتي لوحدي، وأعيد سماع كل القصائد، وألمس السماء بيدي ، وأدوس الأرض بأطراف أصابعي.
سأحمل قهوتي اليمنية وأرقى جبلاً موشى بالنخيل وأشجار توالانغ، أحب أن أكون بعيداً كدرويش في حضرة الأولياء الستة.
من شاء فليتبعني لأحشو رأسه بحكايات المستقبل وحده، فأنا لم أخلق للماضي أبداً، وليس قدري أن أعيش لنفسي أبدا، أنا لأصدقائي وطناً في المنفى، ووطناً في صنعاء وفي المكلأ وفي حريب وفي بيحان وفي رازح والمعافر.
سأحتفل واحتفل واحتفل، فاليمن باق وأساطير الغدير وقم وقريش زائلة. سأغرس ريحانة هنا في تعز ، وأخرى هناك في شواطئ عدن ، وأخرى في جبال يافع ، وعاشرة في جليلة الضالع.
سأحمل مسبحتي كصوفي وأطوف الأرض أحمل اليمن حتى أخر نفس، لايهم أن أموت شريداً، لا يهم أن أهيم وحيداً، لا يهم أن أضيع أو أن أحترق .. فليبقى لأولادي وطن. الأسطر أعلاه هي إعادة نشر لما نشرته بتاريخ 9 فبراير 2015، حيث كنا يومها في قمة القهر؛ انقلاب طاغ ونحن مجرد مشردين والشعب في أسوأ حال.
أعيد النشر لأجل الرفاق الذين يشعرون اليوم بالملل من طول فترة الثورة التي اندلعت قبل تسع سنوات، ويريدونها أن تنجح كما تفعل مشاريع وخطط التنمية البشرية التي تصنع من الواهم مليونيرا فقط بترديد أنا غني أنا غني وليس في جيبه ثمن تذكرة باص العودة إلى البيت. إلى اليائسين خففوا عن أنفسكم لا يمكن للشعوب أن ترتكب الأخطاء وثورتنا ثورة شعب، إذا كان هناك من خطأ فهو في تأخر الثورة عن موعدها، من يريدون من الثورة الشبابية الشعبية السلمية أكثر من إطلاق مارد الحرية من سجنه ومن إيصال الوعي لمختلف قطاعات ومكونات الشعب فهم ينسجون الخيالات. الثورة مرحلة، والثورة خلاقة، فمن صنعكم كلكم اليوم سواها؟ ماذا كنتم قبلها؟ أحسن واحد فيكم يصح فيه المثل الشعبي "رايح واجي من السفل للقطين" لا أكثر. تعجبت من بعض رفاقنا "المناضلين" اللي عاملين فيها رومانسيين ومكتئبين، بسبب أن المدة طالت، بمرور تسع سنوات والثورة لم تنجح.
رثيت لحالهم خاصة عندما استمعت اليوم لنائب في البرلمان اللبناني وهو يتحدث بحماس شديد ويقول أنه قد شارك مع قوات فلسطينية سنة 1982 في الدفاع عن بيروت التي غزاها الجيش الصهيوني، ومازال على نفس الحماس منذ ذلك الوقت إلى اليوم 2020، كيف تتعلم النضال في تسع سنوات وتغادر فكرتك وثورتك لأن هناك من اعاقك واعاقها؟
هذا وهناك عوامل محيطة تهدد أمن واستقرار واستقلال وسيادة اليمن وهناك من يحلم بثرواتها وسواحلها وهناك من يحلم بإنهائها من الوجود، حرب على الدولة والهوية والشعب من كل إتجاه، و أصحابنا طال عليهم الأمد "فحسروا" . أنا هنا لا أكتب لمناهضي الثورة أو لكائنات الثورة المضادة، أكتب وأعيد نشر ما كتبته للرفاق فقط لمن شاركونا الحلم.. عليهم السلام أينما كانوا.