إن القيود التي كانت على قدمي
صارت سهاما من السجان تنتقم
إن الأنين الذي كنا نردده
سرا غدا صيحة تصغي لها الأمم!
انطلقت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة عام 1962، بفضل دماء الشهداء الذين سكبوها أنهارا، فلاح في الأفق بزوغ فجر جديد على أرض السعيدة، يمن الأحرار. لقد عاش شعبنا اليمني سنوات حالكة من القهر والظلم والاستعباد الكهنوتي الإمامي الحاقد على كل ما يتصل بالحياة الكريمة للشعب، الذي تحمل كل ذلك البؤس والشقاء حتى وصل إلى درجة كدنا نقول عنها حالة موت سريري.
لكن الأحرار كان لهم رأي آخر، فمن تحت الرماد شبت نار الثورة، أحرقت الطاغية وزبانيته، وكسرت القيود، ورفعت الظلم عن كاهل شعبنا، وحررت الأرض والإنسان. فهنيئا لأولئك الأحرار غضبتهم وثورتهم، والذين لولاهم بعد فضل الله تعالى لما عرف الشعب طريقه.
نعم بثورة سبتمبر المجيدة لاح في الأفق فجر جديد، لكنه لم يكمل بزوغه، وعلق بين أنياب الليل القاطعة! لقد سرقت ثورته من قبل حثالات الشعب المتسلطة على الرقاب، ولكن بثوب جديد جمهوري. فلقد لفت ثعابين الأناكوندا الهاشمية الخبيثة الضخمة نفسها على جسد الثورة النحيل فخنقته، حتى سمعنا جميعنا أنينه. وبهذه الإلتفافة العنيفة على جسد الثورة استطاعت الإمامة اللعينة أن تظل مسيطرة على كل مفاصل الدولة وهي تتلفع بأعلام الجمهورية وتردد تقية بصوت متحشرج نشيد الثورة.. لتستمر عجلة الإستبداد والقهر، وبمساعدة من الدولة السعودية في دهس الشعب اليمني غير عابئة بمصيره،.
نعم أيها اليمنيون الأحرار! انتقلت الإمامية الملكية من بيت حميد الدين إلى الإمامة الجمهورية في بيت عفاش، واليوم يدور صراع التقاسم بين الحوثية وتنظيم الهاشمية السري، لتستمر حلقات الطغيان على شعبنا اليمني الباسل، وبمساعدة الشقيقة الجارة الملكية أيضا. نجحت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر آنذاك في قلب حكم بيت حميد الدين بفضل دماء الأحرار وتضحياتهم لأجل الوطن، واليوم كم نحن بحاجة إلى أن نكون أحرارا مثلهم من أجل الحفاظ على مكاسبنا السبتمبرية، واستكمال الثورة وانتزاعها من بين أيدي الأوغاد، ولن يتأتى لنا هذا إلا إذا ألهبنا عقولنا وأرواحنا وأجسادنا بشرارات الحرية والعزة والإباء.
أيها الأحرار! يمننا اليوم في خطر أيها الأحرار! ولا تصدقوا من يقول أن ميلاد الجمهورية اليمنية الإتحادية سيكون من مأرب! لقد كذبوا ورب الكعبة! يلمعون مأرب اليوم وهي ليست سوى حلقة جديدة من حلقات سلسلة الإستبداد الهاشمي، ومحطة من محطات قطار الإمامة الغاشم، حيث تجمعت فيها بقايا عظامهم المتناثرة لينتصب جسد الهاشمية من جديد بعد أن مزقته معاول الثوار، وتبعث فيه الروح من ثرواتك أيها الشعب وتحت غطاء الشرعية المنهكة!
عاد أيلول كالصباح جديدا سحقت في طريقه الظلماء! ليس معنا أيها الأحرار إلا إعادة روح أيلول سبتمبر، والثورة على كل مظاهر التخلف السلالي العفن، والتخلص من خرافات الكهنوت العنصري البغيض، بشد السواعد والوقوف مع الشرعية الدستورية ممثلة برأس هرمها عميد الثوار، وقائد الأحرار، ماحق الخرافات، ومحطم السيادة السلالية. بالوقوف خلف القائد الحر المناضل الصبور الحكيم الفذ، مع رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي حفظه الله ورعاه.
عاش الأحرار.. وعاشت الجمهورية اليمنية! قسما لن ينال منك دخيل أو يبيع المكاسب العملاء للبلاد البقاء.. وللثورة المجد.. وللشعب واللواء الولاء!