مرت على سكان العاصمة صنعاء أشهر من بداية العام2015 دون تصفح الانترنت بسبب انعدام الكهرباء، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى الاستثمار في الانترنت من خلال إنشاء شبكات انترنت في حارات أمانة العاصمة مستخدمين في ذلك منظومات الطاقة الشمسية لتشغيل الشبكة وبثها إلى المستخدمين.
يحتاج المستثمر لإنشاء الشبكة مليون ريالا ما يعادل أربعة آلاف دولار لكي يوصل خدمة الانترنت إلى منازل الحارة المقصودة. يتوزع هذا المبلغ بحسب المهندس أحمد أمين صاحب شبكة الكنج في إحدى حارات مديرية الثورة بأمانة العاصمة تتوزع على شراء الألواح الشمسية والبطاريات، وشبكة الانترنت، وأجهزة تقوية لإيصال الخدمة بسهولة أكثر.
ويقول أمين ل(المشاهد):" أنفقت مليون ريالا لإنشاء الشبكة وإيصال الخدمة إلى مساكن الحارة، وبإمكان الناس تصفح الانترنت على نطاق واسع فيها".
يوجد في أمانة العاصمة 791حارة موزعة في عشر مديريات فيها وفقا لإحصائية المركز الوطني للمعلومات، ومعدل الشبكات في كل حي ثلاث شبكات بحسب توثيق معد التقرير أحاديث عدد من المستخدمين للخدمة في أربع حارات بمديريات (الثورة شعوب، معين) بالأمانة، وعلى هذه الحسبة تكون عدد الشبكات في حارات أمانة العاصمة(2373)شبكة انترنت.
يتم توصيل الخدمة عبر شراء كروت من صاحب الشبكة فيها رموز يتم بموجبها فتح الانترنت ومن ثم التصفح بقدر الفلوس التي يدفعها المستخدم التي تبدأ من مائة ريال لثلاث ساعات، وتنتهي ب(2500ريال ما يعادل عشرة دولار)لشهر كامل، وتباع تلك الكروت في البقالات التابعة للحارات.
ويعد الاستثمار في الانترنت رابحا إلى حد ما بحسب خمسة من أصحاب الشبكات تلك إذا ما تم استثناء ما يدفعه صاحب الشبكة الواحدة كرسوم لوزارة المواصلات. يقول حامد الصرمي صاحب شبكة في إحدى حارات مديرية شعوب ل(المشاهد):" بعد دفع رسوم وزارة المواصلات أصفي شهريا مائة وخمسين ألف ريال، والبعض يصل ربحه الشهري من إيصال خدمة الانترنت إلى مائتان وخمسين ألف ريال".
ويؤكد عددا من المستخدمين للإنترنت في الحارات أن شبكات خدمة الانترنت المنتشرة في حارات أمانة العاصمة وفرت عليهم الكثير من العناء في البحث عن الانترنت في ظل إدمانهم على تصفحه والتواصل مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. يقول محمد السرحي مستخدم انترنت ل(المشاهد):" قبل وجود الشبكة في حارتنا كنت أحاول قطع مسافات لكي أجد محل انترنت فاتح، وفي أغلب الأوقات لم أكن أجد ذلك بسبب انعدام الكهرباء".
الكثير من أصحاب المحلات أغلقوا أبوابها لعدم وجود الكهرباء وارتفاع مادة الديزل التي كانوا يستخدمونها كبديل لتشغيل المولدات. أسامه صاحب محل انترنت اضطر لإغلاق محله لهذا السبب ولازال بدون فرصة عمل حتى الآن، يقول أسامة ل(المشاهد):" في السابق أغلقنا المحلات بسبب انعدام الكهرباء، وارتفاع سعر الديزل، واستمرت مغلقة حتى الآن بسبب انتشار الشبكات في كل الحارات".
ورغم توفر خدمة الانترنت مقارنة عما كان عليه الوضع في السابق إلا أن بطئ الخدمة لا يزال مستمرا ويزداد سوء مع مرور الأيام ويعيد أصحاب شبكات الانترنت أن بطئ تصفح الانترنت سببه وزارة المواصلات وليس من الشبكات المنتشرة في حارات أمانة العاصمة.
وتؤكد مصادر في وزارة المواصلات أن بطئ تصفح الانترنت مفتعلة من قبل الوزارة بعد تلقيها تعليمات من سلطة الأمر الواقع(جماعة الحوثي) في محاولة لعدم معرفة الناس بما يجري من حولهم من أحداث هم سببها في الأساس.
وتشير تلك المصادر إلى عدة إجراءات اتخذتها الوزارة وفقا لتوجيهات اللجنة الثورية التابعة لجماعة الحوثي منها حجب المواقع الإخبارية وأخرها حجب التلجرام التي كانت بديلا للمواقع المحجوبة.