أحد عشر لاعباً بقيادة حب الوطن والدعم المستمر من قبل الشيخ "العيسي" تمكنوا من تأسيس فرحة ثلاثين مليون مواطنٍ يمنيٍ، بعدما رفض العالم أن يعترف لهم بحق تأسيسها.
استطاع المنتخب اليمني للناشئين أن يصافح التاريخ، فناً ولعباً على العشب الأخضر، بخطف بطاقة التأهل لنهائيات كأس آسيا عن جدارة واستحقاق، فعلى مستويات محلية وعالمية يجري الاحتفال المبكر برؤية فجر جديد لهذا المنتخب اليماني الرائع، الذي عمد على تبديد سواد الحرب، وإعادة البريق لراية البلاد التي مزقتها أعاصير الدمار ورياح السياسة.
كان المنتخب الوطني للناشئين حالماً مبدعاً متألقاً مسنوداً في أمسيةٍ حمل فيها أشبال اليمن العزيمة بمصاهرة النصر ملتفاً بكبرياء الأبطال من أجل إسعاد الجماهير اليمنية في مباراة استطاع فيها "اللاعب محمد دمبر" ورفاقه في المنتخب الوطني للناشئين على تحقيق انجازٍ تاريخيٍ يؤكد أن اليمن قد تمرض لكنها لا تموت.
تجاوز أبطال المنتخب الوطني خلال المراحل السابقة صعوبات السفر - والتحضيرات التدريبية - من أجل الوصول إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين، بدعم من الشيخ "أحمد صالح العيسي" إيماناً منه أن الوقوف مع هؤلاء الأبطال واجب وطني في ظل الظروف التي تعيشها البلاد، ليمنح المنتخب الوطني بدعمه المستمر إمكانيات رياضية مبهرة، حققت لليمنيين فرحتين فرحة التأهل لكأس آسيا - وفرحة توحيد اليمنيين بعد أن مزقتهم نتوءات الحرب ودهاليز السياسة.
فالإبداع والتألق لا يحتاجان إلى أكثر من زيارة المنتخب الوطني للناشئين، الذي انهكته جمالياتُ الحزن على واقع أدَّى به الإفراط في وصفه الواقعي إلى الإحباط من جهة، وأدَّى به التأمُل العميق لثقة "العيسي" ودعمه للمنتخب في حركته - ونصره - وتألقه - وتأهله إلى نهائيات كأس آسيا إلى إحياء الأمل من جهة ثانية ... فلم يكن لدعم العيسي للمنتخب الوطني بشكل متواصل من معنى وطني إلا إذا كان النصر حافزاً لإسعاد الجماهير اليمنية.