حدثت كثير من الإنقلابات حول العالم، نتيجة لأسباب كثيرة؛ منها ماهو داخلي ومنها ماكان خارجي، كل تلك الإنقلابات اِستهدفت الحكام وحاشيتهم؛ أو تغيير شكل الأنظمة السياسية، إلا أن الجامع بينهم يتمثل بالحرص على مؤسسات الدولة، ومقدرات الأمة، وممتلكات وحريات الناس.
ما حدث في اليمن هو إنفجار لبركان مكتنز بصهارة من الأحقاد التاريخية، والأمراض العنصرية والطائفية والمذهبية والسلالية والحوثية، ليستهدف بها الحاكم والدولة والوطن والمواطن والدين والمدرسة والجامع والجامعة والشاب والشيخ والطفل والمرأة، والعادات والتقاليد والمعتقدات..
حِمم من البشاعة والمكر والخديعة والإجرام اِجتاحت مدن وقرى اليمن، ودمرت مرتكزات الحياة برمتها؛ وهشمت النسيج الإجتماعي. البركان الحوثي تخطى مؤسسات الحكم لتصل حِممه إلى المساس بعزة وكرامة وأنفة وحقوق وآمال وحاضر ومستقبل وأحلام المواطن اليماني.
تسبب ذلك البركان بدفع الشعب اليمني إلى مربعات وساحات وحانات التشرد والضياع واللجوء والنزوح والسجون، والجبهات والمعتقلات والموت والإفقار والتجهيل، والإرهاب النفسي والبدني والفكري. كما حوّل الحوثيون اليمن إلى منصة إيرانية لإستهداف دول المنطقة، وتلغيم سهولها وجبالها وأجوائها وبحارها.
وجد المواطن اليمني نفسه أمام خيارين، إما الموت البطيئ تحت حوافر ميليشيا الحوثي أو المواجهة حتى النهاية، واليمني كغيره من سكان الأرض، لا يهمه من يحكم ولكن كيف يحكم، إلا أنه أقتنع أن بقاء مشروع الحوثه في اليمن معناه ذهاب لكرامته وحريته، ولمتاعه ومواشيه، فمن الاِستحالة الجمع بين الحوثية والكرامة والأمن والأمان.
لن يتحقق السلام في اليمن إلا بحلول تضمن القضاء على مشروع الحوثي العنصري ومشروع إيران الطائفي، وليس بمقدور أي حاكم أن يوافق ويبصم على حلول لا تؤدي إلى نزع تلك الألغام المميتة.
* من حائط الكاتب على موقع "فيسبوك"