منذ انطلاق عمليات التفاوض من أجل السلام في اليمن في العاصمة السويدية استوكهولم ديسمبر الماضي، وميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية لا تدخر أي جهد لإعاقة هذه العمليات بمختلف الوسائل، سواء بعدم الالتزام بتنفيذ البنود المتفق عليها في السويد، أو باختراقاتها مئات المرات لوقف إطلاق النار، أو بتنصلها من عملية الانسحاب من الحديدة، ويبدو أن الميليشيات الانقلابية لا تريد أن تخيب ظن الآخرين فيها بأنها لا تريد السلام، لهذا فهي تخترع وتبتدع الأسباب والأساليب والوسائل للتهرب من الالتزامات، وآخر هذه الأساليب إحباط ميليشيا الحوثي الإيرانية، اجتماع التوقيع على الخطة المعدلة لتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق الحديدة، حيث تم إلغاء الاجتماع من دون أن يحدد كبير المراقبين الدوليين، مايكل لوليسغارد، موعداً جديداً، في الوقت الذي ذهبت فيه الميليشيا إلى التصعيد العسكري وهاجمت مواقع للشرعية جنوب الحديدة.
لقد رفض الحوثيون في اللحظات الأخيرة حضور الاجتماع بحجج واهية ومفتعلة، كما لم تعلن هذه الميليشيا موقفاً من الخطة المعدلة التي اقترحها المبعوث الدولي مارتن غريفيث والجنرال لوليسغارد.
تهرب الحوثي من تنفيذ اتفاق السويد لا يقتصر على ما يتعلق بملف الحديدة، بل يمتد إلى كافة الملفات الأخرى، مثل ملف تبادل الأسرى.. وغيره، من هذا المنطلق يظل موقف الإمارات والسعودية والشرعية اليمنية على ضرورة قيام المجتمع الدولي بدوره في الضغط على الميليشيا وداعميها في إيران، لإنقاذ اتفاق السويد وتنفيذ مخرجاته، باعتباره المحك الحقيقي والجاد لمصداقيتها في المضي نحو السلام.