من المستحيل الكتابة عن أيوب طارش فهو أسطورة شعبية يتداولها اليمنيون بإنبهار في كل مكان، وكتاب مفتوح من الحب والثورة والجمال والفرح والشجن.
لا تفارق الإبتسامة الرجل الثمانيني، يستقبلك بحفاوة كبيرة ويتحدث معك بتلقائية وبساطة وكأنك الزائر الأول في أول النهار وليس ضمن طوابير طويلة من المحبين المتدفقين الى مقر اقامته في فندق التايم سكوير وسط العاصمة كواللمبور..
أمضى ملحن ومؤدي ملحمة النشيد الوطني الخالد وقتا طويلاً من عمره في إثراء الساحة الفنية الوطنية .. غنى للريف اليمني و "حاملات الشريم".. ولامس تغريبة اليمني وجرحه خارج الوطن وحرضه للعودة للحول والبناء "ارجع لحولك".. غنى للقلوب العاشقة والمجروحة بالحب وللفرح ولفجر أيلول ولعودة عدن و"لقاء الأحبة" وأضاء القناديل في قلب اليمن.
يقول الفنان أيوب إن أكثر سنواته إنتاجا كانت في عهد الرئيس ابراهيم الحمدي..الرئيس اليمني الذي أحب اليمنيين بصدق وبادلوه الحب بإخلاص.
ظل أيوب خلال فترات عمره منحازا لليمنيين واليمن في مختلف الظروف والتقلبات وما يزال الشخصية العامة الوحيدة التي تتنقل بين مختلف جهات الجسد الواحد بإستقبال وترحاب وكأن عزفه جغرافيا الوجدان اليمني والروح الواحد .
"لقد اعتزلت الفن بشكل كامل، حالتي الصحية لا تقوى على العزف على العود "..بهذه الكلمات كان أيوب يتحدث عن اعتزاله الفن بشكل كامل لكنه ترك خلفه ارثا فنياً ووطنيا كبيرا..
يشكو أيوب أوجاع السنين والخذلان الرسمي للحكومات المتعاقبة لكن الحب الشعبي والترحاب الكبير الذي يلقاه في كل مكان من اليمنيين هو ما يسعده ويخفف عنه الآلام التي تغزو جسده..
شكرا للجالية اليمنية في ماليزيا وعلى رأسهم الدكتور عبدالله الحجاجي الذي رتب هذه الزيارة والتي ضمت قيادة الجالية اليمنية وصحافيين للفنان الكبير ايوب.