بعد أن غادر الرئيس السابق علي عبدالله صالح السلطة ، ادرك كل الادراك ان العودة للسلطة لن تتم إلا من خلال حزب المؤتمر الشعبي العام ، وضمان توريث السلطة وتمكين نجله أحمد يتطلب في الاساس التوريث الحزبي في المؤتمر وتمكين نجله احمد من قيادة الحزب ، فالمؤتمر هو الضمان الاكبر للمستقبل السياسي لصالح ولعائلته من بعده .
مخطط توريث احمد علي لقيادة حزب المؤتمر بعد ترك صالح للسلطة وصعود الرئيس هادي لقيادة الدولة ، كان يتضمن التخلص من القيادات التي تتمركز في رأس الهرم كالنائب عبدالكريم الارياني والامين العام الرئيس هادي والامين العام المساعد احمد عبيد بن دغر والبركاني وغيرهم ، ويتم جمع هؤلاء مع صالح في مجلس اعلى يسمى مجلس الحكماء وهو شبيه بمجلس استشاري ويكونوا بمثابة المرجعية ، ويتم انشاء هذا المجلس بهدف التخلص من القيادات التي قد تشكل عقبة امام وصول نجل صالح لقيادة المؤتمر ، بينما يتم استبعاد هؤلاء القيادات تحت ذريعة فسح المجال للقيادات الشابة لتقود الحزب وعلى اثر ذلك يتم تنصيب احمد علي لقيادة المؤتمر عبر انعقاد مؤتمر عام يضم العديد من القيادات الشابة التي تم تصعيدها لعضوية اللجنة الدائمة بعد خروج صالح من السلطة وهي قيادات مختارة من صالح ونجله بدقة وعناية بهدف ضمان موقفها وولاءها كي ينجح ذلك المخطط التوريثي بالشكل المطلوب .
الخلافات التي نشبت بين صالح والرئيس هادي اعاقت نجاح ذلك المخطط ، وعندما تحقق الانقلاب واندلعت الحرب وجد صالح ان طريقة خداع قيادات المؤتمر كهادي والارياني ومن معهم لم تعد ممكنة ، مما جعله يتجه نحو توريث المؤتمر بطرق اخرى حتى وان كانت غير قانونية ، قد تكون اما عن طريقة اقامةمهرجان حاشد في السبعين يطالب فيه الحشود بتمكين نجله احمد من قيادة المؤتمر وعبرها يتم اجتماع مع من تبقى معه من القيادات في اللجنة العامة والدائمة ويعقدوا مؤتمر عام او يستخدموا طريقة اقتراع خاصة ، وهذه الطريقة تشبه تلك الطريقة التي جمع فيها صالح الجماهير في ميدان السبعين عام 2006 لمطالبته بالترشح للرئاسة عندما كان يمثل سيناريوا عدم الترشح ، واظن ان تلك الشائعات التي روجت لعقد اتفاقات مع نجل صالح لتمكينه في الحكم ، هي في الاساس تمهيد من قبل صالح لتمكين نجله احمد من قيادة جناح المؤتمر الذي لا زال يدين بالولاء لصالح .
قيام صالح بتوريث المؤتمر لعائلته بدأ خطواته الحقيقية من خلال تعيين يحيى صالح نجل شقيقه عضو في اللجنة العامة لحزب المؤتمر ، وكما هو معلوم ان يحيى صالح كانت عائلة صالح تكلفه بمهة التواصل مع الجهات القومية كالاحزاب اليسارية وغيرها ، ومن اجل نجاحه في تحقيق هذه المهمة اظهرته بأنه ليس مؤتمري ولا يميل لحزب المؤتمر ، بل يميل للاحزاب الاخرى كالاشتراكية والبعثية وغيرها ، ولاجل هذا لم يقم يحيى صالح بممارسة اي نشاط تحت مسمى المؤتمر ولم يتبوء اي موقع قيادي صغير او كبير في المؤتمر بل انه لم يمتلك بطاقة مؤتمر على الاطلاق ، وهو مايعني ان تعيينه كعضو في اللجنة العامة يعتبر مخالفة واضحة وكبيرة لكل اطر المؤتمر ولوائحه التنظيمية ، وما دام ان صالح ارتكب تلك المخالفة في تعيين نجل شقيقه ، فلا يستبعد ان يرتكب كل المخالفات ويجعل نجله أحمد رئيس للمؤتمر .