محمد مصطفى العمراني
أبناء حضرموت هم نخبة اليمن ومن سطروا بجهودهم قصة نجاح أدهشت العالم وابهرت كتاب التاريخ فهم سفراء الإسلام في آسيا وأفريقيا ومن فتحوا القلوب والبلدان بأخلاقهم وصدق معاملتهم وأمانتهم ونزاهتهم فدخل أبناء جنوب آسيا في دين الله افواجا على أيدي تجار حضرموت .
وحضرموت هي التي أنتجت للأمة العربية والإسلامية آلاف الرجال الأعلام في كل فن وميدان وهذا حديث يطول وسيطول أكثر إذا أوردنا شهادات أعلام العرب بحق حضرموت وأبناء حضرموت حتى يصبح المقال كتابا والكتاب أسفار وإذا كان ما سبق مبتدأ فإليكم الخبر ..
منذ ثلاثة أشهر حيث عادت السلطة إلى حضرموت وهي تعيش وضع استثنائي بكل المقاييس اعتقالات للعلماء والدعاة والزج في معتقلات غير معروفة بلا محاكمة قضائية ولا جرم ولا سبب مقنع ولم يقتصر الأمر على العلماء والدعاة بل تجاوزه إلى شخصيات من كل الفئات فبحسب منظمة سام للحقوق والحريات هناك أكثر من 75 معتقل في معتقلات مجهولة حيث يقول بعض أبناء المكلا أن القوات الإماراتية وقوات النخبة الحضرمية حولت منطقة الريان إلى معتقل لسجن كل من تريد بلا هوادة وبلا قانون ولا قضاء يهجم زوار الفجر على المنازل فيعتقلون وينهبون ويروعون النساء والأطفال والبعض يختطفون من الطرقات والشوارع ويتم إخفاءهم قسريا وهناك الآن نخبة من العلماء والدعاة منذ أكثر من ثلاثة أشهر والله وحده أعلم بحالهم ..
للأسف كان أبناء حضرموت يأملون أن عودة السلطة إلى حضرموت سيسهم في حل مشاكلهم ويخفف معاناتهم فإذا بها تزيد الطين بلة وتزيد معاناتهم وتعمق مشاكلهم وتعتقل العلماء والدعاة وتجمد أنشطة الجمعيات الخيرية وتغلق المصليات وهذه ممارسات عصابة وليست ممارسات دولة .
وقد أصدر قبل أيام أكثر من 100 عالم وداعية من علماء اليمن بيانا ادانوا هذه الممارسات مثلما ادانوا التفجيرات الإرهابية وأعمال العنف ودعوا للإفراج الفوري عن العلماء والدعاة المعتقلين وإطلاق نشاط الجمعيات الخيرية ليستفيد منها الناس وغيرها من الدعوات الحكيمة ونحن نضع أيدينا بأيديهم وندعو السلطة بحضرموت إلى تغليب مصلحة المحافظة وأبناء حضرموت على اي أجندة خارجية وفتح أبواب الحوار مع العلماء والعقلاء والتعامل بحكمة مع الوضع وإيقاف تلك الممارسات الظالمة التي تولد العنف وتبذر بذور الإرهاب وتضاعف معاناة الناس وتعمق مشاكلهم .
فهل تستجيب السلطة في حضرموت لدعوات العلماء والعقلاء ؟