طارق ادريس
تصريح غريب وعجيب صادر من شخص جاء الى محادثات الكويت بين الجانبين اليمنيين والامم المتحدة في تصعيد استبق حتى جلسات التفاهم الاممية بين مندوب المنظمة الدولية واطراف النزاع في اليمن الشقيق، وكأنه يقول: نحن هنا للاصطياف والمماطلة، فماذا يرد الحوثيون من هذه الجولة الجديدة التي أطلقوا عليها رصاصة الرحمة في موقف أحرج ولد الشيخ والمنظمة الدولية؟ بالطبع هم يعلمون بأن الموقف العربي والخليجي لا تراجع فيه تجاه استسلامهم للقرارات الدولية الواضحة، وكذلك هم على يقين بأنهم في نهاية المطاف عليهم الاستسلام للشرعية الوطنية اليمنية، ولكنهم مخادعون وعادوا بخفي عبدالملك الحوثي المفلس لهذه المحادثات فلماذا تم إعطاؤهم كل هذا الوقت وهذا الترحيب؟
صنعاء المنكوبة والمسلوبة والمحتلة يجب انتزاعها وتحريرها بالقوة الدولية بتنفيذ قرارات المنظمة الدولية حتى وان طالبنا بتطبيق «الفصل السابع» لتحرير صنعاء من هذا الرجس الخبيث، إذا كانت اهداف كل الاطراف تنادي بوحدة اليمن، فلماذا حوار العرقلة للجهود العربية والخليجية والدولية الى هذا الحد؟ ومن الذي يريد اطالة الاوضاع وظروف الازمة والحرب في بلاد اليمن؟ ومن يبحث عن تقسيم الوحدة اليمنية وانتزاع النصر المزيف في هذه المعركة الحاسمة؟
الواضح بأن وفد الحوثي والمتمرد صالح يماطل كثيرا لكسب الوقت واحداث ثغرة اممية في الموقف الدولي او العربي والخليجي للهروب من كل القرارات فهل تتراجع الامم المتحدة ويتراجع ولد الشيخ احمد عن مواقفه وتعهداته ويعلن فشله وفشل مساعيه؟ هذا هو هدف تصريح مندوب عبدالملك الحوثي الذي استبق محادثات الكويت الثانية، فهل سيتيح له ولد الشيخ أحمد فرصة لتحقيق اطلاقة هذه المبادرة الخبيثة؟ نحن نتطلع الى مواقف حازمة من الامم المتحدة ومندوبها في اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد تكون بمثابة الخناق حول رقبة هؤلاء الناس الذين جاؤوا الى الكويت بخفي عبدالملك الحوثي واعوانه وانصاره وزعيمهم وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح فالقافلة الحوثية يجب ان ترحل بهذه التصريحات الخادعة من دون مكتسبات ويجب تعليق المفاوضات والتركيز على تخليص صنعاء وكل اليمن من هذا «الخبث البغيض» لقد منحوا الوقت الكافي واعطوا اكثر من حجمهم وهؤلاء الانقلابيون اعتادوا على قلب الموقف والاتفاقيات والتعهدات بالسابق ولا يزالون يلبسون خفي حنين لذلك يجب ان يعودوا حفاة وعراة الى كهوفهم المظلمة دونما مماطلة بالمواقف وحسم الامور معهم!