فيصل علي
في لقاء محمد الحوثي الشهير بالسيد ميجالو بالمجلس الأعلى للجامعات أقر الإجتماع أمورا كثيرة استوقفني منها "إعداد مادة ثقافة وطنية" وهذا هو المهم..
فبعد ان سيطرت ثقافة الفيد والتفجير والطائفية ورمي التهم كالدعاشية والإرهاب على المخالفين بدون إستثناء على الدولة كان لزاما عليها إعداد مادة الثقافة الوطنية كمقرر على كل طلاب الجامعات، فثقافة الطائفة التي لا تمثل 10% من مكونات الشعب اليمني الثقافية وهي ثقافة لا تنتمي عرقيا لليمن فسلالتها مقدسة عكس اليمنيين المساكين،إذن نحن أمام مرحلة وعي جديدة فابشروا..
في حديثهم عن الوعي يقول المختصون :" لا وعي دون علم، فكلما ازداد المرء علماً وفهماً ازداد وعياً"، لكن اللقاء المشار إليه آنفا ينبئ بعكس هذا القول، أين وعي من جلسوا إلى متخلف ينقاشهم في قضايا التعليم ويحشر أنفه في الإعتماد الأكاديمي وتطوير المناهج؟
سوق عنس للقات لا يمكن أن يصنع وعيا مهما حاولنا الحديث عن شرف المهنة، أو قلنا أن "التبزيغ" عمل شريف إلا أنه لا يصنع وعيا،
لن نلوم ميجالو فهذا وضعه وظروفه اوصلته للمقاوات ، ثم إلى الرئاسة الثورية الشعبية الزيدية القبلية العظمى، اللوم على أساتذة الجامعات الذين انصتوا إليه وهو يحض على مواجهة "العطوان" وتطوير التعليم وارسال الطلاب للجهاد في تعز لحرب النواصب والدواعش واليهود والامريكان وال سعود مجتمعين.
كتبت صديقة مولعية على صفحتها في الفيسبوك "ان عيون ميجالو تجنن وعليه نظرة يالطيف"، الا ان تاثير عيونه العسلية في التعليم تبقى محل شك ، ولذا وصل ديكارت من الشك إلى اليقين عندما شك في وجوده شخصيا، لكنه لم يشك ابدا في أنه يفكر فقال:" أنا أفكر إذا أنا موجود".
الحمدلله أن "جماعة المعيز " الذين اجتمع بهم الحوثي لم يكونوا موجودين والا لكان التفكير قد منعهم من الإستماع لمن مسح بكرامته طلاب مدرسة الكويت التراب .
هل معقول ان طلاب المدارس اكثر وعيا من أساتذة الجامعات في اليمن؟ سؤال محرج للغاية، ولنقول بعضهم حتى لا نقع في خطأ التعميم.
وعلى اعتبار ان الوعي عملية عقلية يكون فيها العقل بحالة إدراك، وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجي عن طريق منافذ الوعي التي تتمثل عادة بحواس الإنسان الخمس، فهل كان المجتمعون مع المقوت في حالة وعي؟ يقول ديكارت لا ..
لكن ماركس لا يعتبر الوعي انعكاسا سلبيا للواقع، لأنه يؤمن بوجود علاقة جدلية فيما بينهما: فالوعي يمكنه أن يؤثر في الواقع ؛ فإما أن يساهم في تغيير الواقع (الوعي الصحيح)، وإما أن يساهم في تكريسه (الوعي الزائف)، لذا فهو يقول ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، وإنما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم. وهؤلاء المجتمعون وعيهم بمقياس ماركس زائف ، ويريدون تزييف وعي الطلاب كاهم قطاع وفئة مجتمعية.
نيتشه وحده يعطينا الجواب على هذا الوضع فهو يرى أنه بالإمكان أن يعيش الإنسان حياته في "استقلال عن الوعي تماما". يعني انت فين والوعي فين؟ فهؤلاء مجرد موظفين تسيرهم الوظيفة والراتب ، كنتيجة الظروف التي استسلموا لها بفعل الانقلاب وما قبل الانقلاب، يقول نيتشه:" لما كانت الحياة البشرية معرضة للهلاك بوصفها حياة يؤطرها الصراع من أجل البقاء اضطر الإنسان أن يعبر عن نفسه في بعض كلمات، ومن ثمة يكون نمو اللغة ونمو الوعي متلازمين" فهؤلاء لغتهم الوظيفية لا تخرج عن حاضر يافندم طيلة 33سنة، والان تمام يا سيدي المقوت..