أفاق أهالي قرية الصربي بمديرية السدة صباح اليوم على جريمة بشعة ارتكبتها مليشيات الحوثي وصالح، تمثلت في قتل مواطن وولده بعد مداهمة قوات من الحرس ومليشيا الحوثي للمنطقة فجر اليوم الخميس.

وبحسب المصادر المحلية، فإن المواطن القتيل يدعى مروان الجماعي وهو في العقد الرابع وابنه عبد الملك بن مروان، والذين قتلا برصاص الحوثيين والحرس الجمهوري أثناء تأدية المصلين لصلاة الفجر في جامع القرية.

وقد تداعت قبائل المنطقة عقب الجريمة، وسيطرت على عدد من المباني الحكومية في مركز المديرية أبرزها مبنى إدارة الأمن.

وقال الناطق بإسم قبائل إب وأحد وجهاء مديرية السدة الشيخ عبد الكريم الدبيس، إن تحركهم جاء بعد الجريمة التي تعتبر نقضا من قبل الحوثيين لاتفاق سابق مع القبائل بعدم الاعتداء، مشيرا إلى أن القبائل قررت ابتداء من الخميس منع أي تعزيزات وإمدادات للمليشيات الحوثية، تتجه إلى الجنوب، وكذا البدء بتحرير إب من قبضة الحوثيين.

مداهمات واختطافات في يريم

وفي مدينة يريم (شمال إب) قامت مليشيات الحوثي المسنودة بقوات موالية للرئيس السابق، بعمليات مداهمة للعديد من المؤسسات الخيرية، منها مؤسسة الرائد التنموية الخيرية، وقامت بنهب محتوياتها، ومداهمات عدد من المنازل والمساجد، واختطاف قرابة 16 شخصا خلال تلك العمليات.

وحصل موقع "مندب برس" على أسماء المختطفين من أبناء مدينة يريم على يد مليشيات الحوثي وصالح، وهم:

1 - الوجية عبد الوهاب الكبسي2- عبد الحميد محمد السيد رئيس فرع الإصلاح بالمديرية  3-أحمد محمد السيد 4-الشيخ محمد الجنيد إمام وخطيب جامع معاذ5- ضياء عبد الكريم نخرة6- محمد نجيب العامري 7- خليل الوسماني تم الإفراج عنه لاحقا 8- محمد بجاش قاسم علي الفهيدي9 – محمد المنصوب 10- يوسف الوسماني 11- علي المجاهد 12- زيد الحميدي 13 – صقر فتاحي 14- عدنان عامر 15- صالح صبر16- يحي مثنى.

عمليات نهب وملاحقات واسعة في إب

أما في مدينة إب عاصمة المحافظة فقد توسعت عمليات النهب والسلب للممتلكات الخاصة من قبل المليشيات الحوثية ومن يواليها من قوات صالح، حيث تم قبل ظهر اليوم اقتحام مقر مؤسسة إعانة التنموية التي تهتم برعاية الأيتام والأرامل، وأفاد عاملون وشهود عيان أن المقتحمين وصلوا على متن سيارة نوع هايلكس بدون لوحات وقاموا على الفور بعد سؤالهم عن أحد المسئولين في المؤسسة والذي لم يكن موجود، قاموا بنهب الخزنة المالية والتي كانت تحتوي على قرابة المليون ريال كانت مخصصة كمستحقات لعدد من الأسر التي تكفلها المؤسسة.

كما حصلت اليوم عدد من الحوادث الأمنية مثل إطلاق النار خصوصا أمام محطات الوقود التي تزدحم بطوابير من وسائل النقل وتستمر لعدة أيام بحثا عن ما يمكن تعبئته .

وأفادت مصادر أمنية أن المدينة اليوم شهدت عدد من تلك الأحداث في محطة مارح بمثلث المواصلات وأفادت المصادر عن وقوع ضحايا ما يقارب خمسة مصابين تم إسعافهم إلى المستشفيات القريبة.

وتشير مصادر محلية إلى قيام المليشيات المسلحة بممارسة الابتزاز على المواطنين في طوابير محطات الوقود، حيث تستلم مبالغ طائلة نظير تقديم من يدفع على غيره من القابعين في الطوابير لعدة أيا , كما أن تلك المليشيات مستمرة في ابتزاز التجار تحت مسمى المجهود الحربي، بالإضافة إلى القيام باختطاف من يرفض الدفع لمبالغ طائلة كما حدث للتاجر عبد الإله الخطيب الذي تم اختطافه من قبل المليشيا يوم الجمعة الماضية ولم يفرج عنه إلا بعد أن دفع مبلغا ماليا لم يتسنى تحديده بالضبط – بحسب أحد المقربين منه.

تحركات حقوقية

ونظرا لتزايد عدد حالات الاختطاف بالمحافظة فقد أعلن عدد من الناشطين والحقوقيين فيها عن تشكيل لجنة خاصة لمتابعة قضايا المختطفين من أبناء المحافظة لدى مليشيات الحوثي.

اللجنة التي تم تشكيلها خلال الأيام القليلة الماضية التقت صباح اليوم بعدد من السياسيين والحقوقيين والتقت أيضا بتكتل أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة لتدارس الوضع القائم، وممارسات الآلة القمعية للمليشيا، والتي بدأت بقمع الشباب المناهضين لتواجدها بالمحافظة , وقد تزايدت حالات الاعتقالات خلال الأسبوع الجاري وزاد تضييق الخناق على الحريات الإعلامية بصورة غير مسبوقة.

وقد أكد عدد من أعضاء اللجنة أنها قامت بالتواصل مع مدير أمن المحافظة  الشامي – المُكلف من قبل الحوثيين والمحسوب عليهم - بغية اللقاء به والتفاهم معه، إلا أن هاتفه مغلق، كما تم التواصل مع مدير الأمن السياسي المعين مؤخرا من قبل الحوثيين، واتضح انه غير موجود أيضا.

وقد اتفقت اللجنة على إعداد مسودة دعوى قضائية ترفع للقضاء والنائب العام بخصوص المختطفين من أبناء المحافظة.

وقد سبق أن تم إبلاغ النيابة العامة بمحافظة إب باختطاف الناشط أحمد هزاع أمين عام حركة رفض الشبابية للمرة الثانية بعد يومين من الإفراج عنه، حيث وجهت النيابة بدورها البحث الجنائي بمخاطبة مدير أمن محافظة إب للتحقيق والاستقصاء بالبلاغ المقدم من شقيق المختطف أحمد هزاع.

المحامي والناشط الحقوقي فهد الحسني أكد أنه تم كذلك تقديم شكاوى وبلاغات من محامين ومن بعض أهالي المختطفين مؤخراً الى رئيس نيابة إب حول جرائم اختطاف وإخفاء المختطفين الذين تم اختطافهم مؤخراً.

توتر وحشود ومواجهات متقطعة في القفر والمخادر

أفادت مصادر محلية بمديريتي القفر والمخادر وسط محافظة إب، أن هدوء حذر ساد المديريتين بعد المواجهات التي اندلعت خلال الأيام الماضية بين قبائل المديريتين والمليشيات الحوثية المسنودة من قوات صالح، وبعد أن أعلنت القبائل في بيان سابق لها عن انتهاء ما أسموه موسم الضيافة لتلك المليشيات ومطالبتهم إياها بسرعة الرحيل عن المحافظة قبل أن يتم ترحيلهم بطريقة أخرى.

وقالت المصادر أن القبائل في حالة حشد وتأهب بعد طرد تلك المليشيات من مديرية القفر والتقدم باتجاه المخادر وطردهم من موقع المنوز في المديرية، وملاحقتهم في المناطق المتبقية ثم من جميع أنحاء المحافظة.