لطالما كانت القبيلة اليمنية حجر الزاوية في المجتمع اليمني، فبفضل نظامها العشائري القائم على التضامن والتكاتف، تمكنت من الحفاظ على هويتها وتراثها عبر العصور. ومع ظهور المشروع الحوثي الطائفي، برز دور القبيلة بشكل أوضح في مقاومة هذا المشروع الذي يهدد وجود اليمن ووحدته.
صراع القبيلة مع الحوثيين ليس فوريا، فهي قبيلة يمنية، بل له عمر يمتد إلى صراع الأئمة في اليمن، حيث أن سياسة القبيلة وثقافتها وتكوينها تقوم على العادات والتقاليد والأنظمة التي تحفظ الحقوق والمساواة بين أفراد القبيلة بأكملها.
لكن الحوثي ينظر إلى القبيلة على أنها عبد وسيد، وهذا ما يجعل الصراع جوهريا وجذريا، إذ لا يوجد أي تقارب.
والقبيلة كما نعرف نحن اليمنيين هي السند للدولة اليمنية وذلك عبر التاريخ. وكلما صعد الأئمة، أما ضعف القبيلة في دعم الدولة، فهذا ما رأيناه عندما رأينا القبيلة في حروب صعدة. لقد خذلت الدولة القبيلة في مواجهة الحوثيين، مما خلق فجوة بين القبيلة والدولة، وهذا كان مخطط له في هرم الدولة من السادة الذين كانوا في أعماق سياسات الدولة لأنهم كانوا يعلمون أن القبيلة هي حليفة الدولة، وتم التخطيط لتدمير القبيلة وإضعافها، مما أدى إلى فقدان القبيلة ثقتها بالدولة.
وعندما سقط الأئمة دعمت القبيلة الدولة، وفي العملية الجمهورية منذ عام 62م فصاعدا انحازت القبيلة إلى الجمهورية، ووقفت الدولة بقوة مع وجود القبيلة.
والآن غابت الدولة في الكثير من المناطق المشروعة ودخلت القبيلة مباشرة مع الحوثيين، والحوثيون يدركون تماماً أن القبيلة ستلفظها كما يلفظ البحر ميتاً وجيفة، وهذا ما يحدث الآن يشبه ما كان ذلك سابقاً، بسبب المبادئ والقيم والعدالة والمساواة والحفاظ على التراث القبلي والنظام وحقوق أفراد القبيلة، وهو ما يصدم. بأفكار ومشروع الحوثيين.
صراع أيديولوجي عميق
جوهر الصراع بين القبيلة والحوثيين يكمن في الاختلاف الجذري في الأيديولوجيات والقيم. وبينما تدعو القبيلة إلى التسامح والعدالة والمساواة، يسعى الحوثيون إلى فرض أيديولوجية ضيقة تقوم على التمييز الطائفي والسيطرة على المجتمع.
ولذلك يرى الحوثي أن البعد العقائدي والثقافي يظل خطراً على كيانه، ويرى أن القبيلة تمتلك مركزاً للسلاح، وتحمل جيشاً من المتطوعين، وتحمل الكثير من الأمور التي تعيقه في تحقيق مشروعه، خاصة على مستوى المنطقة. في الوقت الحاضر، كلما تعرض الحوثي لحصار، وهو الآن على وشك السقوط، وجاءت التدخلات الأجنبية وأنقذته.
وتوجه الحوثيون مباشرة لمهاجمة القبيلة وإضعافها. رأينا قبائل المودة في أطمة، ورأينا ذلك في العصيمات عمران، وبعد اتفاق ستوكهولم توجه الحوثيون لمهاجمة قبائل حجور التهديد الرئيسي في المنطقة الشمالية الغربية، لأنها أقرب إلى الحديدة. وهنا ضعف دور الشرعية، مما أدى إلى فقدان القبيلة الثقة بالدولة والائتلاف، وبعد الضغوط. ومع الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر، كاد الحوثيون يسقطون دولياً ومحلياً، وتحولوا إلى مهاجمة قبائل قيفة تحت... أسماء الإرهاب لاستعادة الثقة في المجتمع الدولي، وهو ما جعل إعلام المليشيا يقول إن اليمن بلد. وكر للإرهاب والتهديدات", "العالم.
وتتمثل القبيلة اليمنية بعادات وعادات وتقاليد متعددة يحاول الحوثي تركيعها في مختلف المناطق. ومنذ صعوده إلى مراكز الحكم بقوة السلاح، حاول الحوثي تركيع هذه الدولة لتكون القبيلة سندا وقبليا مساعدا له، لأن الحوثيين والقبيلة يملكون السلاح والنفوذ: القبيلة تمتلك أسلحة ونفوذ كبير مما يجعلها قوة. لا يمكن تجاهله. ومن المعروف تاريخياً أن صعود أي دولة أو نظام إذا لم تكن القبيلة حليفاً أو مؤيداً لن يستمر ولن يبقى في السلطة أو على الشعب الذي يرفض دائماً عادات وأعراف وخطط دخل اليمنيين. قبيلة.
ووقفت القبيلة اليمنية سدا أمام المشروع الحوثي، ويواصل الحوثي عملية الإخضاع والتعبئة ضد القبيلة بمختلف الوسائل.
أثبتت القبائل اليمنية قدرتها على الصمود في وجه الحصار والحروب التي تخوضها مليشيات الحوثي. وتستخدم القبيلة السلاح إذا لزم الأمر لمواجهة الحوثي، وتستخدم الفكر والعادات والتقاليد ضد المشروع الحوثي.
ويرفض الحوثي أي شيء سوى تركيع القبائل اليمنية ويحاول باستمرار سحق القبيلة عدة مرات، وقد رأينا العديد من الأحداث والحوادث التي طالت القبائل وزعماء القبائل.
ومنذ حروب صعدة الستة، كانت القبيلة اليمنية هي الرادع الأول أمام الدولة ضد هذا المشروع. ولاحظ أبناء القبائل اليمنية كشهود على ذلك دور القبيلة اليمنية في مواجهة مشاريع أحفاد الإمامية. وكان أبناء القبائل في مقدمة الصفوف لمواجهة المشروع الحوثي الفاشي وسلفة الإرهابية. وقد استهدف الحوثيون زعماء قبائل صعدة بشكل فردي. مجموعات من الناس هجرت الدولة بعد الحرب حينها وتعرضوا للقتل والتهجير والتوحش والاغتيالات دور القبيلة في مقاومة الحوثيين
ولعبت القبيلة دوراً محورياً في مقاومة المشروع الحوثي، لعدة أسباب: الحفاظ على الهوية: ترى القبيلة في المشروع الحوثي تهديداً لهويتها وتراثها، لذا تقاومه بكل قوة.
الدفاع عن الأرض والعرض: تدافع القبيلة عن أراضيها وشرفها وكرامتها ضد أي عدوان. الالتزام بالقيم: القيم النبيلة كالشجاعة والكرامة والتضحية تدفع أبناء القبائل إلى مواجهة المشروع الحوثي.
كان عام 2014 هو الحدث الأهم، ولقبائل وقبائل مأرب تاريخ مشرق ومشرف نظرا للأحداث التي سجلتها، والتي كتبها باخ إف النور، عندما انهارت قبائل المرابية تحت دعوة الشيخ بن جردان ورحلت بصمة في التاريخ وكسر المشروع الحوثي. وتلا ذلك أحداث كبرى، وبعد وصولهم إلى مأرب والجوف، تمكنت القبائل من لعب دور كبير في بقاء الجمهورية. .
في حماية النازحين: قدمت القبائل ملاذاً آمناً للنازحين من مناطق النزاع.
أسباب استهداف الحوثيين للقبيلة: القبيلة تمثل خطراً على مشروعهم: ترى مليشيات الحوثي أن القبيلة تمثل خطراً على مشروعها الطائفي، لذا تسعى إلى تدميره وإضعافه.
القبيلة حاضنة المقاومة: تعتبر القبيلة الحاضنة الأساسية للمقاومة الشعبية ضد الحوثيين. وعلى سفوح وجبال مأرب وقف الأبطال صامدين وثابتين حتى لا تسقط الجمهورية في مستنقع الإمامة
واجهت القبيلة اليمنية الدولة المتوكلية والإمامة ولها تاريخ مشرق في", "- إسقاط مشاريع التطرف والإرهاب التي حاولت الإمامة إقامتها في اليمن وإنهاء الأحلام الإيرانية في بلاد فارس. نحن لسنا بعيدين عن ثورة سبتمبر التي لعبت فيها القبائل دورا كبيرا في بناء الدولة اليمنية الحديثة والديمقراطية.
حيث أن وعي القبيلة وانتمائها الوطني للجمهورية اليمنية والهوية العربية جعلها عائقاً وعائقاً، قدمت القبيلة اليمنية التضحيات، وسفكت شلالاً من الدماء، وبذلت كل ما في وسعها في سبيل الحفاظ على الهوية اليمنية، و وهذا ما أزعج الميليشيا. إن الوعي السائد لدى القبيلة اليمنية في كافة محافظات الجمهورية جعل منها سياجاً منيعاً في وجه المشروع الفارسي أو توسعه أو ادعاءاته.
الشكر موصول لكافة زعماء وأبناء القبائل اليمنية المتواجدين على الحدود لمواجهة الغطرسة الحوثية سواء في ميادين القتال أو مجال العرف القبلي أو مجال التوعية. وكانت القبيلة وستبقى الحارس والحصن ضد أي أفكار هدامة ومضللة أو من يحاول طمس الهوية اليمنية. وقال: القبيلة من العوامل المهمة التي ظلت عائقاً، وهي النظام الذي كان قائماً عند الشعب اليمني منذ ما قبل ظهور الدول وتعاقبها. وهو نظام اجتماعي يحفظ تماسك المجتمع، ويحفظ القوانين المجتمعية، ويحافظ على السلم المدني حتى في غياب الدولة.
وحاولت الميليشيا، ولا تزال، إرباك هذا النظام من أجل خدمته، إلا أن وعي القبيلة بالمشروع الحوثي المدعوم من إيران زاد. وبقيت القبيلة شوكة في حلق المليشيات وفي وجه أخطر مشروع في العالم يحاول طمس الهوية الوطنية والتاريخية والحاضر والمستقبل.
وتمثل القبيلة اليمنية خط الدفاع الأول ضد المشروع الحوثي الطائفي. وقد أثبت عبر التاريخ قدرته على الصمود والتضحية في سبيل الحفاظ على هويته وأرضه."