بعد أن حبس اليمنيون أنفاسهم ترقباً وخشية لقدوم يوم ال30 من نوفمبر باعتباره مقدمه لبداية عهد جديد تدشن فيه مرحلة انقسام الدولة اليمنية بفك ارتباط الجنوب عن الشمال ، وفيه تنتهي المهلة التي وضعت لمغادرة أبناء الشمال إلا أن الحراك الجنوبي أثبت رقياً كبيراً في التعامل مع الأحداث المتسارعة وفوت الفرصة لكل من يسعى لاشعال المواقف
فقد شهدت ساحة العروض بعدن يوم أمس العديد من الفعاليات الكرنفاليه الاحتفالية بعيداً عن كل مظاهر العنف وبسلمية مبهرة ، حيث كان الحضور الجماهيري وفقاً لمراقبين هو الأكثر على الإطلاق في تاريخ فعاليات الحراك الجنوبي من حيث العدد والتنظيم ومشاركة كافة الفئات العمرية في المهرجان ، وزادت من روعة الحضور الكبير التصوير الجوي عبر طائرة بدون طيار ابتكرها مهندسون جنوبيون واستخدمتها قناة عدن لايف الجنوبية في نقل الفعالية بشكل مباشر بتصوير جوي مميز.
ولم يعكر صفو هذه الفعاليات سوى الاشتباكات التي أودت بحياة مواطن وجرح 19 آخرين عصر أمس عقب مسيرة حاولت جر الحراك إلى مربع العنف تحوم الشكوك حول الداعين لها حيث أتهم الدكتور خالد الحنشي رئيس الدائرة السياسية لفرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة لحج ، إن قيادات مؤتمرية ومحلية موالية لصالخ تقف وراء أحداث اليوم ، والذي راح ضحيتها عدد من القتلى ، والجرحى في صفوف الحراك برصاص الامن بعدن .
ونقل موقع "الفجرالجديد" إن قيادات مؤتمرية تابعه لرئيس فرع المؤتمر بالمحافظة حرضت الجماهير للسير بمسيرة باتجاه مبنى محافظة عدن ، من أجل أستفزاز رجال الشرطة، الذين ردوا بالرصاص الحي على المتظاهرين ، مضيفاً "سألنا اللجنة الاعلامية ، وكل من كان متواجد بالمنصة من الذي دعا للسير نحو المعلا اليوم؟ فإعلام المنصة قال انه لم يطلب التحرك للمعلا وانها ليس ظمن برنامج التصعيد".
اللجنة الاعلامية تحمل الشرطة المسئولية
وكانت اللجنة الاعلامية لساحة الاعتصام الجنوبي بعدن قد أصدرت بباناً نفت فيه ما تناقلته وسائل الاعلام من اقتحام المتظاهرين لمقرات الدولة بعدن .
وأكد البيان ان المسيرة كانت سلمية ومنظمة وأن قوات الامن هم بادرها باطلاق النار بكل وحشية الى سقوط شهيد وجرح اكثر من 23 اخرين .
الى ذلك نقل موقع "هنا عدن" الإخباري أن حملة اعتقالات استهدفت قيادات بالحراك الجنوبي بينهم القيادي فارس الضالعي والمعتقل سابقا لسنوات وشخصيات جنوبية اخرى كما سقط مالايقل ??حالة إغماء على أيادي الأمن امام مبنى المحافظة في المعلا عدن
وفي اعتداء اخر اطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي بكثافة على المتظاهرين عقب وصولهم إلى مبنى المحافظة الواقع في مدينة المعلا بالعاصمة عدن.
ونقل مصدر اعلامية الفعالية لــ هنا عدن ان عدد الجرحى وصل إلى اكثر من ثمانية.
الحراك يتبرأ من بيان 14 أكتوبر
وكانت الهيئة الإشرافية للمعتصمين في محافظة عدن قد أخلت مسؤوليتها عن البيان السياسي الصادر في فعالية الـ14 من أكتوبر الماضي، والذي حدد يوم غد الـ30 من نوفمبر كيوم أخير لإجلاء موظفي الدولة من أبناء الشمال.
وقال رئيس الهيئة الإشرافية حسين بن شعيب في مؤتمر صحافي ، إن ذلك البيان كان صادراً عن اللجنة التحضيرية لفعالية السابقة، وتضمنت فقراته أموراً خيالية تتعدى الواقع لا ينبغي أن تصدر في بيان سياسي عن جهة سلمية، كأن يُطلب من جيش دولة "محتلة" أن تغادر أو تتوقف شركات النفط، "فنحن نريد أن نتعامل مع الواقع، لكننا نتمنى أن تتضمن الخطوات التصعيدية نقل المعتصمين إلى أمام هذه الشركات للضغط على إداراتها لكي تراجع حساباتها وتوقف ضخها للموارد المالية إلى جيوب المتنفذين، الذين تم إخراج معظمهم من اليمن مؤخراً".
وأشار رئيس الهيئة بحسب ما نقل موقع هنا عدن إلى أن مسألة الترويج للكفاح المسّلح وإنشاء خلايا أو مليشيات أو لجان مسلحة للحراك الجنوبي هو "هراء، ولدينا خطوات تصعيدية تبدأ من الأدنى إلى الأعلى، وتنتهي في الأخير بإغلاق المنافذ الحدودية لنفرض سيطرتنا على أرضنا وما لم يحدث ذلك فإن الثورة ستصبح عبثية".
ياسين ضد فك الارتباط
على الصعيد السياسي رفض الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاستراكي اليمنية فكرة انفصال الجنوب على الشمال مؤكداً أن الحل في بناء دولة قوية اتحاديه ، وأضاف ياسين في ندوة أقيمت في منتدى التحديث بمركز اليمن لدراسات حقوق الانسان بعدن" لقد قدم الحزب الاشتراكي اليمني من خلال ممثليه في مؤتمر الحوار الوطني رؤيته الواضحة حول القضية الجنوبية .. وهو اليوم يؤكد أن مشروعه سيضل في بناء الدولة الاتحادية من اقليميين.
وأضاف : لن تحل مشكلة الجنوب الا بوجود دولة ..ودولة قوية"
صنعاء تحتفل على استحياء
وفي الوقت الذي كانت عدن مشتعلة بأنشطة وفعاليات الحراك الجنوبي الداعية للاستقلال اكتفت صنعاء باحتفال خطابي مبسط على خشبة المركز الثقافي بحضور عدد من الوزراء أحيته الفنانة أمل كعدل