صعدت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح من قصفها بكافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على الأحياء السكنية في مدينة تعز? ثالث
كبرى المدن اليمنية? وكذا على مواقع المقاومة والجيش الوطني? ورافقها تشديد الحصار على جميع منافذ المدينة. كما شهد محيط السجن المركزي ومعسكر
اللواء 35 مدرع عند الضواحي الجنوبية الغربية لمدينة تعز? اشتباكات عنيفة بين قوات الشرعية والميليشيات الانقلابية.
ووصلت تعزيزات عسكرية كبيرة للميليشيات الانقلابية باتجاه مناطق الربيعي وحذران والضباب? غرب مدينة تعز? وذلك بعدما اتهمت لجنة التهدئة التابعة
للشرعية? ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح بالتراجع عن الاتفاق الموقع معها في 16 أبريل (نيسان) الماضي? والذي ينص على تثبيت وقف إطلاق النار وإيقاف كافة النشاطات العسكرية? وفتح المنافذ من المدينة وإليها.
وكان من المقرر أن يشمل الاتفاق فتح المعبر الغربي? الخط الرئيسي بين محافظتي تعز والحديدة? السبت الماضي? بحسب ما تم الاتفاق مع رئيس لجنة
الميليشيات الانقلابية? وهو الأمر الذي لم يحدث وعلى إثره حمل بيان لجنة التهدئة الممثلة بالشرعية والمقاومة الشعبية الميليشيات الانقلابية مسؤولية جعل
المحافظة في حالة حرب مستمرة وحصار قائم.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط»: إن «الميليشيات الانقلابية كثفت من قصفها على مواقع عدة? من بينها حي صينة بقذائف الهاون
وعدد من قرى الوازعية? غرب المدينة? وأحياء ثعبات والكمب شرق المدينة? كما تمكن الأبطال من صد هجوم عنيف شنته الميليشيات على مواقع المقاومة في
مديرية الوازعية في مناطق الظهرة والخزان والمحجر باتجاه الصبيحة بمحافظة لحج الجنوبية? وأجبروهم على التراجع والفرار».
وأضاف: إن «ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح? تحاول من ذلك إحداث نوع من الاختراق والتسلل إلى مواقع المقاومة الشعبية
والجيش الوطني? في ظل استماتة أبطال الجيش والمقاومة والتصدي لكافة محاولات الانقلابيين الذين يستغلون الهدنة المعلنة? من خلال التحشيد والدفع
بتعزيزات عسكرية» ,وأكد المصدر ذاته? أن «الميليشيات الانقلابية لم تكتف فقط من تشديد حصارها والقصف المستمر على أحياء المدينة? بل تقوم بزرع الألغام في المناطق
والطرقات الرئيسية? حيث انفجر لغم بمواطنة كبيرة في السن في منطقة حبيل سلمان? غرب المدينة? وبترت أطرافها السفلية على الفور».
وتنوعت خروقات الميليشيات الانقلابية بين الدفع بتعزيزات عسكرية قادمة من محافظة الحديدة الساحلية باتجاه مديرية الوازعية? إحدى بوابات لحج الجنوبية
غرب مدينة تعز? والقصف بمدافع الهاوزر والصواريخ من مواقعها على الأحياء ومواقع المقاومة الشعبية في شمال وشرق وغرب المدينة? إضافة إلى قنص
المواطنين والاعتقالات وتفجير منازل المناوئين لهم? وتشديد الحصار على جميع المنافذ.
إلى ذلك? التقى محافظ محافظة تعز علي المعمري قيادة من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية? بما فيهم قائد المحور في المجلس العسكري العميد صادق
سرحان.
وناقش المحافظ خلال اللقاء الأوضاع الميدانية في جبهات القتال? واستمرار مواصلة الميليشيات الانقلابية حصارها المطبق على جميع منافذ المدينة? وفتح
الطرق والمنافذ المؤدية إلى مدينة تعز? كما نص الاتفاق الأخير بإشراف اللجان على مراقبة وقف إطلاق النار.
وكشف محافظ تعز عن ترتيبات مهمة لهيكلة الجهاز الأمني والشرطة? كما طالب المحافظ من قيادات المقاومة الشعبية في تعز ضرورة التسريع في تسجيل
ورفع أسماء عناصر المقاومة الشعبية ليتسنى ضمهم إلى قوائم الجيش الوطني.
وأكد المحافظ المعمري? أن جميع عناصر المقاومة الشعبية في تعز «سينخرطون في الألوية 35 و22 و17 التابعة لمحور تعز». مشددا في الوقت ذاته على «ضرورة البقاء في حالة جهوزية كاملة والتصدي لأي محاولات للتقدم باتجاه مواقع الجيش الشرعي والمقاومة من قبل الانقلابيين».
من جانب آخر? اجتمعت قيادة القطاع العسكري في قضاء الُحجرية بمدينة التربة? أكبر قضاء في تعز? وقيادة المقاومة الشعبية في المنطقة ومجمعة من القيادات
العسكرية الميدانية? لمناقشة الوضع والمستجدات الراهنة في الُحجرية.
وبحسب بلاغ من المركز الإعلامي للقطاع العسكري في الُحجرية? حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه? فإن اللقاء خرج بالإعلان عن «حظر التجوال
ابتداء من مساء أمس? وعلى أن يسري حظر التجوال من الساعة التاسعة مساء وحتى السادسة صباحا وحتى إشعار آخر? والبدء بحملة أمنية لتنظيم حمل السلاح في المنطقة».
في غضون ذلك? أجرت «مبادرة عين تعز» منظمة مجتمع مدني غير حكومية? زيارة إلى عناصر المقاومة الشعبية في خط الأربعين في تبة الوكيل؛ وذلك لرفع معنويات عناصر المقاومة الشعبية.
وخلال زيارتها لجبهات برفقة القائد الميداني في المقاومة الشعبية شوقي سعيد المخلافي? قدمت مبالغ مالية رمزية للمرابطين في جبهة القتال? وهي الزيارة التي
قوبلت بترحيب من أفراد المقاومة الشعبية.. ومن جهته? أشاد القائد الميداني شوقي سعيد المخلافي? بالدور «الريادي التي تلعبه نساء تعز من خلال المبادرات
والتي تعد مبادرة تعز واحدة منها».
وأكد المخلافي? أن «الجميع في تعز يعمل يدا واحدة مع مراعاة دور المرأة في تعز لمساندة الشرعية الدستورية? ولتكون تعز حرة شامخة».
ومع تواصل الميليشيات الانقلابية حصارها المطبق على جميع منافذ المدينة وقصفها على الأحياء السكنية? بما فيها المستشفيات والمدارس الحكومية والأهلية?
دشن المحافظ المعمري برفقة نائب مدير مكتب التربية والتعليم في المحافظة? محمد الجلال? والعميد عدنان الحمادي? قائد اللواء 35 مدرع? عملية الامتحان
للشهادات الأساسية والإعدادية والثانوية في المحافظة.
وقال المحافظ? أثناء لقائه بالطلبة والطالبات في قاعات الامتحان: إن «التعليم عصب التنمية وأساس النهوض»? مستشهدا بالكثير من دول الإقليم والعالم التي كان للتعليم دوره الأكبر في نهضتها? وإحداث ثورات اقتصادية وعلمية وتنموية فيها.
وشدد على ضرورة «الحرص في الحضور والتعلم وأداء الامتحانات? خاصة في مثل هذه الظروف؛ لأن الحضور يعكس الإصرار على الحياة ويعد أعظم عمل وأعظم مقاومة».
وأضاف «جاءت الميليشيات الانقلابية من مجاهل التاريخ إلى تعز بهدف تدميرها؛ لأنها مدينة المثقفين والإعلام? وهو الأمر الذي يتباين مع مشروعهم القائم
على أفكار الجهل والخرافة? لكنكم أفشلتم هذا المشروع? وبأمثالكم ننتصر وسننتصر».