الكشف عن سفينة إيرانية محملة بالأسلحة في ميناء الصليف، وطهران تغلف إمدادات السلاح بغطاء المساعدات.
185 طنا من المعدات العسكرية والحربية كانت محملة على ظهر السفينة الإيرانية
تمعن إيران في مد حلفائها الحوثيين بمختلف أشكال الدعم العسكري والسياسي والإعلامي، متجاهلة بذلك مطالبات إقليمية و دولية بإعادة اليمن إلى وضع الشرعية وإنهاء فوضى الانقلاب الحوثي.
كشفت مصادر ملاحية بمحافظة الحديدة غرب اليمن، عن وصول سفينة إيرانية وعلى متنها معدات عسكرية إلى ميناء الصليف بالمحافظة.
وقالت المصادر، التي لم يتم الكشف عن هويتها، لمواقع نيوزيمن الإخباري الإلكتروني اليمني إن السفينة التي وصلت عصر الخميس، هي الثانية خلال شهر واسمها “شارمين” وعلى متنها 185 طنا من المعدات العسكرية والحربية.
ووفقا للمصادر، فإن طول السفينة 101 متر، وأن الشركة المالكة لها “او اكس ال”، غير أن المصادر لم تكشف عن جنسية السفنية.
وميناء الصليف غير مخصص لمثل هذه السفن ولا لحمولة المعدات أيضا وإنما للسفن المحملة بالدقيق والأرز والسكر والحبوب والإسمنت، غير أنه تم استخدام ميناء الصليف لتفريغها،لإبعادها عن الأعين، بعد أن انكشفت السفينة المرة الأولى وفقا للمصادر.
وتأتي هذه الأنباء وسط تقارير شبه يومية تتحدث عن فتح الإيرانيين لخزائن الدعم أمام جماعة الحوثي، بغية استعمالهم كورقة ضغط ضد دول المنطقة.
ورغم نفي جماعة الحوثي لصحة الخبر، فإن مسؤولين يمنيون يؤكدون أن إيران زودت الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر، بمختلف أنواع الأسلحة والأموال علاوة على احتضانها ودعمها لتدريبات مقاتلين حوثيين.
ورغم تضارب التقديرات بشأن حجم المساعدات والدعم الذي تلقاه جماعة الحوثي من طرف طهران، إلا أن دول عربية وغربية عبرت عن مخاوفها من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.
وفي وقت سابق كشف مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري لديه مئات من العسكريين في اليمن الذين يدربون المقاتلين الحوثيين. وأضاف أن نحو مئة حوثي سافروا إلى إيران في 2014، للتدريب في قاعدة الحرس الثوري قرب مدينة قم.
وقال المسؤول إن هناك نحو عشرة مستشارين عسكريين إيرانيين في اليمن، وإن وتيرة الأموال والأسلحة التي تصل للحوثيين زادت منذ سيطرتهم على صنعاء. مضيفا “كل شيء يتعلق بميزان القوى في المنطقة، إيران تريد تواجدا شيعيا قويا في المنطقة ولهذا تدخلت في اليمن أيضا”.
ويدلل المراقبون على صحة تقاريرهم بسيطرة السلطات اليمنية على السفينة (جيهان 1) في العام 2013، لتهريبها أسلحة من إيران إلى مسلحين محليين.
وعرض المسؤول اليمني على رويترز محتويات من شحنة جيهان من بينها صواريخ كاتيوشا إم 122، وصواريخ سطح جو، وقذائف صاروخية، ونظارات للرؤية الليلية إيرانية الصنع، وأنظمة مدفعية تتعقب أهدافا برية وبحرية على بعد 40 كيلومترا.
ورغم أن الحوثيين بدأوا كحركة صغيرة في شمال اليمن، إلا أنهم اكتسبوا قوة عن طريق الاستفادة من متاعب الشيعة الزيديين والذين يمثلون نحو ثلث سكان اليمن.
وقاد مسيرتهم إلى صنعاء مقاتلون استغلوا استياء الناس من الفساد ورفع الدعم عن الوقود. واستغلوا أيضا الانقسامات داخل الجيش التي ذابت بشكل كبير في اللحظة الحاسمة.
ويقول محللون إن لإيران مآرب كبرى في اليمن، تعمل على تنفيذها عبر موالين لها هناك. وتقليديا يعتبر الشيعة الحوثيون ذراعها بشمال اليمن، ولكنها استطاعت أيضا أن تستميل عناصر انفصالية بجنوب البلاد.
واليمن الضعيف والمقسم في صميم اهتمام طهران لخلق بؤرة توتر على حدود المملكة العربية السعودية. يذكر أن الحوثيين يسيطرون على صنعاء منذ سبتمبر الماضي، وحاصروا منزل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مما دفعه للاستقالة مع حكومته، غير أن هادي تمكن من مغادرة المنزل والتوجه إلى عدن وتراجع عن استقالته (التي تمت تحت الضغط) وهو يباشر مهامه من هناك بدعم شعبي لافت، تمظهر في استمرار وتيرة المسيرات الاحتجاجية المؤيدة له.
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن ست حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين.
وتتهم جهات داخلية إيران بالوقوف خلف الجماعة وجعلهم ورقة ضغط تستهدف من خلالها دول المنطقة. ويشير مراقبون إلى أن طهران تعمد إلى تغليف دعمها المالي والعسكري للحوثيين بغطاء المساعدات.
ويقول هؤلاء إن معظم الرحلات الجوية التي تسيرها إيران من مطاراتها نحو العاصمة صنعاء، هي عبارة عن رحلات مخصصة حصريا لنقل الذخائر المتنوعة لتعويض النقص في الذخيرة الذي يواجهه مسلّحو الجماعة بفعل التوسّع الكبير في عملياتهم العسكرية إلى مناطق متعدّدة في البلاد، بينما يرى يمنيون أنّ أيّ مساعدة من إيران، وإن كانت عبارة عن أدوية وأغذية وأغطية وملابس، تعتبر استغلالا للظرف اليمني الصعب في الدعاية لإيران وإضفاء مسحة من الإنسانية على التورّط في الشأن الداخلي اليمني.
وأثارت إقامة جسر جوي بين صنعاء وطهران مخاوف اليمنيين من تدفق المزيد من السلاح الإيراني على بلدهم، بعد أن أصبحت الطرق مفتوحة بين البلدين سواء عبر مطار صنعاء أو ميناء الحديدة في المحافظة والواقعة غرب البلاد على البحر الأحمر ويسيطر عليها الحوثيون.
/العرب اللندنية/