وشهدت عدة مدن جنوبية احتجاجات متفرقة ، لكن معقل الإعتصام في ساحة العروض ، شهد توافداً كبيراً منذ الصباح الباكر ، حيث توافدت شخصيات سياسية وزعماء للحراك ، من أبرزهم حسن باعوم و مستشار ريئس الجمهورية رئيس الحزب الإشتراكي ياسين نعمان .

ووصل إلى ساحة العروض بخور مكسر باعوم ، بعد أن كانت قوات أمنية قد منعته من الدخول للمدينة يومي الأربعاء والسبت الماضيين ، وأكد باعوم أنه سوف يشارك مع ابناء شعب الجنوب احتفالاتهم بذكرى الإستقلال.

وتعيد إلى الأذهان دعوة قيادة الحراك الجنوبي بالزحف الى عدن ، دعوة الحوثيين لأنصارهم بالزحف على العاصمة صنعاء في بداية سبتمبر الماضي ، وهو الأمر الذي ادى للسيطرة النهائية على المؤسسات الرسمية في الـ21 من الشهر ذاته ، الأمر الذي فتح شهية الحراك الجنوبي بتكرار سيناريو صنعاء .

لكن القيادي في الحراك ورئيس هيئة الإشراف على الإعتصام  حسين بن شعيب أكد أنهم لن يستنسخوا طريقة الحوثيين في إسقاط المدن والسيطرة على المؤسسات الحكومية، وإنما عن طريق النقابات والاتحادات العمالية، مشيرا إلى أن الخطوات التصعيدية القادمة تبدأ من الأدنى إلى الأعلى، وأنها سوف تنتهي بفرض السيطرة الكاملة على كل المناطق في الجنوب.

وشهدت مدينة المكلا ، عاصمة محافظة حضرموت عرضاً عسكرياً لأنصار الحراك الجنوبي ، حيث قاموا برفع علم دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية "الجنوب العربي" وسط ساحة الاحتفال التي حضرها الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي.

وحسب مصادر ل"ـمندب برس" ، فإن مدينة عدن تشهد تشديدا أمنيا من قبل اللجنة الأمنية في المحافظة ، تحسباً لأعمال عنف ، واقتحامات للمؤسسات الحكومية ، على غرار ما حدث في صنعاء ، حيث تشارك وحدات عسكرية وأمنية وفي الحزام الأمني للمحافظة وتشمل مداخل ومخارج عدن,  بالإضافة إلى الدوريات العسكرية وتفعيل حراسة المنشآت الحكومية والخاصة .

وأكد  محمد مساعد نائب مدير أمن محافظة عدن ، الأجهزة الأمنية وفق واجباتها لن تسمح لأي جهة بالقيام بأعمال الفوضى من خلال قطع الطرقات أو الاعتداء عل المرافق والمنشآت والمرافق الحكومية وانها ستتخذ الإجراءات الرادعة وفقاً للقانون ضد كل من تسول له نفسه القيام بإقلاق السكينة العامة بالمحافظة.

وفشلت مكونات الحراك الجنوبي  في تشكيل قيادة موحدة  تحمل تطلعات شعب الجنوب المطالب بالتحرير والاستقلال, وهو ما أدى الى تباين الرؤى ، حيث طالبت وحدات تابعة للرئيس الأسبق علي البيض بطرد الموظفين الشماليين وإغلاق الحدود، لكن بن شعيب أدان هذا التوجه ووصفه ً بـالــ" هراء والخيالي"، نافياً أن يكون "هذا التهديد صادر عن المعتصمين.

من جانب آخر، قال الناطق باسم الجيش اليمني العميد الركن سعيد الفقيه إن مظاهرات الحراك الجنوبي، المقرر إقامتها في مدينتي عدن وحضرموت جنوبي البلاد، "ستكون تحت حماية الوحدات العسكرية والأمنية".

وفي تصريحات نشرها موقع "26 سبتمبر" التابع للجيش، أوضح الفقيه أن لقاء جمع وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي بقيادات الحراك الجنوبي السلمي أقر بأن تجرى الفعاليات والمظاهرات الاحتفالية بالعيد الوطني السابع والأربعين للاستقلال، الموافق لـ30 نوفمبر في أجواء سلمية وتحت حماية الوحدات العسكرية والأمنية.