الرئيسية > اخبار وتقارير > تطبيق الاتفاق النووي.. يكشف التواطؤ الأمريكي مع إيران على حساب أمن الخليج

تطبيق الاتفاق النووي.. يكشف التواطؤ الأمريكي مع إيران على حساب أمن الخليج

تطبيق الاتفاق النووي.. يكشف التواطؤ الأمريكي مع إيران على حساب أمن الخليج

مع اقتراب تطبيق الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الست وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية حرصت طهران على استعراض القوة العسكرية والتلويح بها ضد المنافسين الإقليميين بوتيرة متسارعة، في إشارة ضمنية إلى حصولها على ضوء أخضر من الحليف الأمريكي في تحول نوعي غير مسبوق في خارطة الحلفاء بالمنطقة حتى أصبحت إيران تمارس دور "شرطي المنطقة" وتمارس التوغل العسكري بلا رقابة أو رادع بعدة عواصم عربية.

هيمنت المصالح الأمريكية والتحالف مع طهران على مسار العلاقات بينهما لدرجة غض الطرف الأمريكي عن الانتهاكات الإيرانية المتتالية للمواثيق الدولية ولبنود الاتفاق النووي ذاته بتجريب صواريخ بالستية وتهديد دول الجوار عسكريا، بما يدشن حقبة جديدة من الاستعلاء الإيراني غير المسبوق عبر أذرع عسكرية أهمها الحرس الثوري، وبرغم الاستفزازات الإيرانية ضد سفن وبحارة أمريكيين تبدو الولايات المتحدة عازمة على استكمال استحقاقات الاتفاق النووي والتي تبدأ مستهل الأسبوع القادم بما يستتبعه من حزمة تفاهمات معلنة وسرية، بحسب مراقبين.

 

دخول الاتفاق حيز التنفيذ

قالت إيران إنها تتوقع البدء في تطبيق بنود الاتفاق النووي "السبت أو الأحد" بعدما أثبتت طهران التزامها بالتعهدات الواردة في الاتفاق، وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس الأربعاء، إن منظمة الطاقة الدولية ستصدر تقريرها النهائي بشأن التزام إيران بالتعهدات الواردة في الاتفاق النووي بحسب ما نقلت رويترز عن وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية.

فيما قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في تقرير لها: إن إيران تسير على مسار الالتزام بالاتفاق النووي على الرغم من دخولها في مشاحنات مع السعودية واختبارها صواريخ باليستية في انتهاك لقرار صادر عن الأمم المتحدة. وأضافت أن البيت الأبيض قام قبل أسبوعين بإخطار الكونجرس بأنه يتجه لفرض عقوبات مالية جديدة على طهران بسبب تجاربها الصاروخية، لكنه قام فجأة بسحب الإخطار.

وتحدثت الصحيفة عن أنه وعلى الرغم من إعلان البيت الأبيض عن أن العقوبات مازال مخطط لها، إلا أن المشرعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري يعتبرون أن تردد الإدارة الأمريكية يجرئ ويشجع طهران على انتهاكاتها.

 

الحرس الثوري واستعراض القوة

في مؤشر على استعراض الحرس الثوري القوة والتخاذل الأمريكي في مواجهته أطلق الحرس الثوري الإيراني سراح 10 بحارة أميركيين بعد يوم واحد من توقيفهم؛ بعد اعتذارهم، لاتهامهم بالتجسُّس بعد أن جنحت قواربهم في المياه الإقليمية الإيرانية، بعد تصويرهم بشكل مهين.

وجاءت الأزمة بعد أقل من أسبوع من إعلان واشنطن إطلاق الحرس الثوري الإيراني صواريخ قرب سفن أمريكية فى مياه الخليج.

وبنبرة تهديد قال قائد الجيش الإيراني حسن فيروز آبادى: إن احتجاز البحارة الأمريكيين يجب أن يكون درسا لأعضاء الكونجرس الذين يسعون لفرض عقوبات جديدة على طهران.

وبدلا من الاستنكار رحَّب وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، بإطلاق سراح البحارة، كما أن وزير الخارجية جون كيري قد دعا نظيره الإيراني لتسوية الأزمة، وأعرب عن امتنانه للسلطات الإيرانية لتعاونها في حل هذه المسألة سلميًّا.

 

خروقات إيرانية فجة

في خرق واضح للاتفاق النووي والمواثيق الدولية، كشف الناطق باسم الجيش اليمني العميد «سمير الحاج» عن تورط طهران في قصف السعودية بصواريخ من اليمن، مشيرا إلى أن هناك عناصر إيرانية وعراقية ولبنانية متورطة مع الحوثيين في إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية، وأن بعض هذه العناصر لا تتحدث اللغة العربية وتم قتلهم في ساحات المعارك.

وأطلقت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا وقوات المخلوع عبد الله صالح، خلال الأيام الأخيرة عددا من الصواريخ البالستية باتجاه السعودية، إلا أن الدفاعات السعودية كانت لها بالمرصاد وتمكنت من التصدي لها وإسقاطها.

وتمارس إيران استعراض القوة أيضا ضد دول الخليج بشكل مكثف وبخاصة بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا، وقد صرح وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، في 10 أكتوبر الماضي بأن بلاده أجرت تجربة ناجحة لنموذج جديد من صاروخ بالستي يمكن توجيهه عن بعد، حتى لحظة تفجيره، في إشارة إلى تطور على ما يبدو في قدرة طهران على تحسين دقة إصابة بطاريات صواريخها.

 

إيران فوق مجلس الأمن

وبرغم مناقشة مجلس الأمن الدولي التجربة الصاروخية التي أجرتها إيران، بناء على طلب الولايات المتحدة الأميركية التي تقول إن التجربة تنتهك القرارات الدولية، لم يتخذ ضد طهران إجراء عقابي عملي، حيث أكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور: "إن واشنطن توصلت إلى أن الصاروخ البالستي المتوسط المدى الذي أطلقته إيران في العاشر من أكتوبر قادر على حمل رأس نووي".

وأضافت "باور": أن بلادها ستقدم تقريرا إلى لجنة العقوبات وستدعو إلى اتخاذ "التحرك المناسب" بشأن إيران، فيما ذكر دبلوماسيون أنه يمكن رفع المسألة إلى لجنة العقوبات التي ستقرر ما إذا كان إطلاق الصاروخ ينتهك القرار رقم 1929 الذي تبناه المجلس في 2010.

ويمنع القرار 1929 إيران من القيام بنشاطات مرتبطة بالصواريخ البالستية التي يمكن أن تحمل أسلحة نووية، بما في ذلك عمليات الإطلاق التي تستخدم تكنولوجيا الصواريخ البالستية.

ويحظر قرار مجلس الأمن - الذي يتبنى الاتفاق النووي- على إيران امتلاك صواريخ مصممة لحمل رؤوس نووية، لكن إيران تقول إن صواريخها لن تحمل رؤوسا نووية أبدا.

في تعتيم أمريكي قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست: إن "التجربة الإيرانية وإن كانت تخرق قرار الأمم المتحدة رقم 1929، لكنه منفصل عن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع (دول) العالم".

ولم تتحرك واشنطن أو أوروبا أو مجلس الأمن رغم أن إيران كشفت عن مخزن جديد تحت الأرض للصواريخ في 5 يناير الجاري في تقرير بثّه التليفزيون الرسمي ظهر فيه الصاروخ الباليستي الموجه بدقة من طراز "عماد" الذي تصنفه الولايات المتحدة بأنه قادر على حمل رءوس نووية ويشكل امتلاكه بالتالي خرقا لقرار أصدره مجلس الأمن الدولي عام 2010.

مع ذلك إيران تفصلها ساعات عن حصد مكاسب الاتفاق النووي لتخرج من عزلتها السياسية والاقتصادية وتزيد ميزانية الحرس الثوري الإيراني وتستكمل خارطة تقاسم النفوذ الإيراني الأمريكي في الشرق الأوسط على حساب أمن الخليج.

شريط الأخبار