يمارس الانقلابيون في اليمن سياسة اعتداءات وانتهاكات ممنهجة بهدف حنق الأصوات المناوئة لتمردهم وسلوكياتهم. ولا يختلف إقليم تهامة غرب اليمن عن بقية المناطق التي تتعرض إلى ممارسات خارجة عن القانون من قبل الحوثيين وأتباع المخلوع علي عبدالله صالح.

ورصدت مجموعة حقوقية تنشط في إقليم تهامة أكثر من 282 انتهاكًا لحقوق الإنسان في محافظة الحديدة وحدها خلال شهر سبتمبر الماضي نفذتها ميليشيات الحوثي وحليفهم صالح ضد المدنيين، ومنها فرض الجباية على سكان المدينة، وقتل وتشريد أكثر من 300 أسرة، إضافة إلى نشر نقاط التفتيش داخل الأحياء السكنية في محاولة لتقييد المواطنين وتضييق الخناق على المقاومة الشعبية. وكشفت مجموعة «رصد» في تقرير أن انتهاكات المتمردين ضد حقوق الإنسان في الحديدة شملت حالات قتل واختطاف واعتداء وتشريد بما فيها اعتداءات على الممتلكات.

معيشة وجريمة

ولا تقتصر الممارسات والانتهاكات على المجالات الحقوقية فحسب، بل تعدتها إلى جوانب الحياة المعيشية. وعمد الانقلابيون إلى تخزين المشتقات النفطية في مستودعات تحت سيطرتهم وبيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة تصل إلى 600 في المئة، وسط تكرار في انقطاع التيار الكهرباء في أرجاء تهامة. وفي جريمة حرب موصوفة، يتعمد الحوثيون وضع ثكناتهم داخل الأحياء السكنية للهروب من ضربات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، الذي يستهدف أبرز المواقع الرئيسية للانقلابيين، خصوصاً أن ميليشيات الحوثيين وحليفهم صالح تعتمد على المناطق الواقعة بين جنوب مدينة الحديدة وشمالها في تزويد مقاتليها بالسلاح.

المياه والكهرباء

معيشياً أيضاً، يعاني أهالي محافظة الحديدة من أوضاع مأساوية جراء انقطاع المياه والكهرباء منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، في ظل انعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي وتفشي الأوبئة والأمراض، بسبب تكدس القمامة في الشوارع وتفجير مياه الصرف الصحي التي فاضت إلى شوارعها الرئيسية وأحيائها الفرعية. وما زاد الطين بلة، إعلان مؤسسة المياه عدم توافر مادة الديزل لتشغيل المضخات وعجزها عن شرائه من السوق السوداء لارتفاع سعر التكلفة، الأمر الذي زاد معاناة سكان المدينة الذين لا يستطيعون أن يوفروا قوت يومهم لوقف صرف الأجور الشهرية، وشراء كميات المياه من السوق السوداء، ما يدخل الحديدة ضمن عدد من مديريات المحافظة التي تعاني نقص المياه نتيجة عدم توافر مادة الديزل.

250+30

وتتنوع انتهاكات الانقلابيين في الحديدة الواقعة على البحر الأحمر، بحسب الحالة والجهة التي تتعرض للانتهاك، ومن ذلك الاعتداء على أكثر من 250 أسرة يمنية في الحديدة، وتشريد نحو 30 أسرة داخل المدينة، فيما نزحت قرابة 130 أسرة للقرى المجاورة خوفًا من الملاحقة والقتل بسبب انتساب أبنائهم للمقاومة الشعبية، ولم تسلم المباني السكنية من عمليات التفجير المباشر لها انتقامًا من سكان الأحياء.