أقتحم خمسة أشخاص يستقلون دراجتين ناريتين البوابة الرئيسة لكنيسة "سانت جوزيف"، في تمام الثامنة صباح الأربعاء، بمدينة كريتر بعدن.

وبعد أن اقتحموها، قاموا بإضرام النيران بصالة العبادة وإحراق جميع المقاعد الخشبية، بما فيها المقعد المطل (المقعد المقدس)، (مقعد البابا) والذي يؤم الحاضرين.

  وما إن تصاعدت أعمدة الدخان، فور إحراق صالة العبادة، هرعت سيارات الدفاع المدني بمعية أهالي حي "البادري"_ نهاية شارع أروى_ بعد خمس ساعات من الحريق لإخماد النيران والحد من انتشاره.

  كان الصباح وحده حاضراً حينما أقدم المهاجمون على اقتحام وإحراق الكنيسة بدرجات نارية بحسب شهود عيان لـ"مندب برس" وتأتي هذه العملية  بعد يوم واحد من إعلان المقاومة منع التجوال بالدرجات النارية بمدينة كريتر بُعيد اغتيال مجهولون شخصا بحي الخساف بكريتر قبل يومين.

  وأقدم المهاجمون على إحراق الكنيسة مستغلين ساعة غياب الناس والمقاومة  _صباحاً_ قبل أن يلوذوا بالفرار.

  هذا وتعد كنيسة القديس يوسف الكاثوليكية في البادري هي الكنيسة الوحيدة التي لا زالت وإلى وقتٍ قريب يرتادها المسيحيين للتعبد فيها أثناء تواجدهم ولكن هذه المرة كدبلوماسيين وقناصل سفارات خور مكسر.

  أغلقت الكنيسة والتي بُنيت بعام 1855م على يد الكاردينال "جي ماسايا" إبان الحكم البريطاني لعدن بين الفترة (1839م ــــــ1967م) أبوابها بوجه مرتادها عقب ثورة 2011م والتي أطاحت بحكم صالح.

  وسبق لجميع كنائس الدين المسيحي بعدن أن أغلقت بعد رحيل الإنجليز بعد  مدة احتلال استمرت زهاء الــ(129عام)  باستثناء سانت جوزيف ؛ والتي لا تبعد كثيراً عن سانت ماريا الكنيسة التي تحولت فيما بعد إلى  (مجلس تشريعي) للدولة الوليدة آنذاك.

  وزخرت مدينة عدن _آنذاك_ بتنوعها الديني من خلال انتشار العديد من الكنائس والمعابد اليهودية والفارسية والمساجد الإسلامية  بالإضافة إلى المعابد الهندوسية لتشكل أجمل لوحات التعايش والتسامح الديني.

  كانت القواميس تضج بالمسميات فخطت أنامل المؤرخين للكنائس أصنافها (سانت ماري جاريسن و كنيسة جوسيف و كنيسة سانت أنتوني) ..والمساجد: (مسجد العيدروس والشيخ والشعب والعسقلاني)..والمعابد :(المعابد الفارسي بكريتر و معبد شرس رام جي و برج الصمت والمعبد اليهود الكبير "ماجين أفراهام) وكل هذا كان ما هو إلا عنوان التعايش والقبول بالأخر.

 * صورة المقاعد الخشبية (صالة العبادة)