ثلاثة أشهر منذ سيطرة اللجان الشعبية لأنصار الله الحوثيين على صنعاء ، تورد منظمة دولية رقماً مفزعاً لحجم الإنتهاكات ،أربعة آلاف وخمسمائة وثلاثين إنتهاكاً ، تتصدرها استخدام قوة القتل ، فيما تتوزع بقية الممارسات على تفجير المنازل ، والإختطافات ، ونهب واحتلال مؤسسات حكومية ، وقمع الحريات العامة في البلاد ، وفي الغالب يفلت مرتكبوا هذه الجرائم من العقاب .
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان, وهي منظمة أوروبية حقوقية فاعلة ، هدفها الدفاع عن حرية الفرد في دول البحر المتوسط ، يحصي انتهاكات اللجان في مناطق شمال وغرب العاصمة صنعاء،من 16 سبتمبر حتى 10 أكتوبر الماضي.
يقول التقرير إن جماعة الحوثي ارتكبت 4531 انتهاكاً، تنوعت بين أعمال قتل واختطاف، واحتجاز للحريات السياسية والإعلامية، وحريات المجتمع المدني، وانتهاكات بحق الممتلكات الخاصة والعامة والمؤسسات التعليمية والطبية.
قتل وإعدامات وإصابات
ارتكبت عناصر اللجان الشعبية ، التابعة للجماعة ، جرائم قتل ممنهجة ، حيث خاضت عدة حروب ابرزها الهجوم على صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي ، وقامت بمهاجمة مدنيين ومستشفيات ، فيما قام الجناح العسكري للجماعة بمهاجمة مدن رداع واب وعدة مناطق ريفية في أرحب وقيفة ، وقبلها اجتياح مدينة عمران وريفها وسيطر بالكامل على صعدة .
منظمة هيومن رايتس ووتش ، نقلت عن نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة جو ستورك إن مدنيين ومستشفيات تعرضوا للهجوم أثناء القتال بين الحوثيين ووحدات الجيش في صنعاء ، بالرغم من تجريم قوانين الحرب لإستهداف المدنيين .
وفي تقريره يقول المرصد الأورومتوسطي، ان 733 قتيلاً سقطوا منذ بداية الاجتياح المسلح لصنعاء، 652 قتيلاً منهم سقطوا خلال أسبوع من المواجهات المسلحة بين بعض وحدات الجيش النظامي وجماعة الحوثي,في حين بلغ عدد المصابين منذ الاجتياح المسلح، بحسب ما أحصاه فريق المرصد، ما يقارب 930 مصاباً.
وأوضح أن فريقه سجل ثلاث جرائم "تصفية" قام بها مسلحون حوثيون لجنود جرحى في أثناء رقودهم وامتثالهم للعلاج داخل مستشفى حكومي بصنعاء، فضلاً عن اختطاف عدد آخر من منازلهم بعد خروجهم وتماثلهم للشفاء.و
وأبرز تلك الإعدامات الميدانية ـ قيام مسلحين حوثيين بقتل شخص في منزله وبجوار والدته وأخته، في ريف إب، حيث لاحق مسلحوا الحوثي شاباً عشرينيا يدعى فاكر عبدالجليل إلى منزله الأسبوع المنصرم، ودخلوا غرفة نومه وكان مختبئاً داخل دولاب غرفة النوم وبمجرد أن وجدوه داخل الدولاب أطلقوا عليه وابل من الرصاص ليفارق الحياة .
وسقط عشرات القتلى أثناء هجوم الحوثيين على محافظات البيضاء والجوف وصنعاء وإب ، وغيرها من المحافظات .
اختطافات وسراديب سرية
تذكر مصادر لمندب برس ان جماعة الحوثي أنشأت سجوناً سرية ومعتقلات بالعاصمة ، وان معارضين لها من الأجهزة الإستخباراتية ومواطنين يقبعون فيها بتهم عدة توجهها لهم اللجان الثورية للجماعة ،مشيرا الى انها أيضا حولت مقر المنطقة العسكرية السادسة "الفرقة سابقا" الى معتقل كبير .
ولا يزال مسلحو الجماعة يتخذون من الملعب الرياضي لمدينة عمران سجناً لخصومهم ومخالفيهم ، حيث ذكرت مصدر محلي أن الجماعة حولت الإستاد الرياضي في مدينة عمران ، الى سجن مركزي ، في حين نقل موقع المصدر عن معتقلين سابقين أنه تم احتجازهم في الملعب الرياضي بعمران وأن معتقلين بالمئات كانوا في الملعب.
وحتى كتابة هذا التقرير تتواصل الإختطافات التي تقوم بها اللجان الشعبية ، في حين يقول المرصد الدولي انه وثق ما يزيد على 1000 حالة اختطاف، اقتيد معظمهم إلى سجون داخل العاصمة وفي محافظتي "صعدة" و"عمران"، فيما تقدم عدد من الأهالي بشكاوى حول اختفاء أبنائهم خلال الفترة من (16 سبتمبر وحتى 10 أكتوبر"دون أن يعرفوا مصيرهم، ووصلت هذه الحالات إلى 215 حالة اختفاء.
وقال سجناء مفرج عنهم إنهم تعرضوا للضرب لفترات طويلة أثناء اعتقالهم، فيما جرى تعليق بعضهم في أوضاع ملتوية، فضلاً عن تعذيبهم بالحرق بالسجائر، وتهديدهم بالقتل أو الاغتصاب، وإخضاعهم لعمليات إعدام صورية.
وعادة ما يكون ضحية الإختطافات ، ناشطين وصحفيين ، بالإضافة الى معارضين لسياسة الجماعة ، وجنود نظاميين ، ورجال قبائل .
الدولة منتهكة أيضاً
باتت مؤسسات الدولة اليمنية بكاملها ، تحت سيطرة لجان الجماعة المسلحة ، فيما تعرضت عدة مؤسسات حكومية لعمليات نهب واسعة ،حيث تسيطر على سلطة القرار في عدة محافظات يمنية ، وتقوم بتعيينات في المكاتب التنفيذية المحلية .
وقامت الجماعة بتعيين عدة محافظي محافظات ، أبرزها محافظات عمران وصنعاء والحديدة ، فيما تتحكم بسلطات محافظات إب وصعدة وذمار وحجة ، وغيرها ، وتقوم بتدخلات واسعة في أعمال الحكومة الجديدة التي تقف عاجزة امام إيقاف ممارساتهم .
ونقلت القدس العربي عن مسؤولين كبار ان القرار العسكري والأمني والسياسي وحتى الاقتصادي لم يعد بيد الدولة ولكن بيد الحوثيين، أصحاب النفوذ الحقيقي في البلاد، والذين أصبحوا يتحكمون بالبلاد باسم الدولة، التي يتخذونها غطاء سياسيا لكافة تحركاتهم.
وسجلت حوادث انتهاكات بحق وزارات سيادية ، اهمها منع رئيس الأركان الجديد من مزاولة عمله ، فيما هاجم مسلحون يتبعون الجماعة موكب وزير المالية ، أمام مبنى الحكومة وسط العاصمة اليمنية صنعاء بالتزامن مع اجتماع وزاري ، في حين تستمر الجماعة في حملة اعلامية تشنها ضد وزير الكهرباء المهندس عبدالله الأكوع .
وتعرضت مؤسسات عسكرية للقصف والنهب ، أبرزها ،القيادة العامة للقوات المسلحة، ووزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة وقيادة قوات الدفاع الجوي وقيادة المنطقة العسكرية السادسة واللواء الرابع حماية رئاسية ودائرة التوجيه المعنوي ومقر جهاز الأمن القومي ووزارة الداخلية .
بالإضافة الى اللواء 48 احتياط بمنطقة السواد ولواء ضبوة ومعسكر بجبل نقم ومعسكر الخرافي ومبنى النائب ومعسكر الاستقبال بضلاع همدان ومعسكر الصيانة ومجلس رئاسة الوزراء ، و مجلس النواب والبنك المركزي اليمني ، ومجلس الشورى ومطار صنعاء الدولي ووزارة الاتصالات ووزارة الكهرباء والهيئة العامة للبريد بشارع المطار، ووزارة الصحة ووزارة النفط وبنك التسليف والتعاون الزراعي ومبنى التلفزيون الرسمي .
وذكر تقرير المرصد الأورومتوسطي انه رصد أكثر من 50 حالة اعتداء بحق المؤسسات والممتلكات العامة التي لا يزال مسلحي جماعة الحوثي يستولون عليها إما بالكامل، أو عبر عدد من المندوبين الذين فرضتهم كممثلين لها في بعض الوزارات والمنشآت الهامة، مقابل رفع التمترس والمظاهر المسلحة عنها.
وتسيطر جماعة الحوثي على أجهزة المرور والنيابات والمحاكم وألوية الجيش وأجهزة الأمن ، وفرضت على الرئيس دمج الآلاف من مسلحيها في المؤسستين العسكرية والأمنية ، وتعيين قيادات ميدانية لها على رأس أجهزة الدولة الخدمية والإيرادية .
الإنتهاكات ضد المنازل
أوضح تقارير ان عدد المنازل التي تم اقتحامها ، تجاوزت المئة منزل ، فيما سجل فريق المرصد حالات اعتداء قام بها مسلحون حوثيون ضد منازل مواطنين، ونهب بعض الممتلكات الخاصة من أثاث وأجهزة الكترونية ونقود ومجوهرات وأسلحة شخصية ومركبات.
كما أسفرت أعمال القصف العشوائي التي قامت بها جماعة الحوثي للأحياء السكنية عن تضرر مئات المنازل والمنشآت الخاصة، سيما الواقعة في نطاق المواجهات المسلحة أو القريبة من مواقع القصف، حيث بلغ عدد الاعتداءات بحق الممتلكات الخاصة (439) انتهاكاً.
وقامت جماعة الحوثي بتفجير عدة منازل لمعارضين لها في عدة محافظات ، من حرف سفيان خلال الأعوام الماضية ، مروراً بكتاف وحاشد ووريف صنعاء وإب ، وغيرها من المحافظات ، فيما تسيطر على عدة منازل ومبان سكنية بالعاصمة صنعاء.
مصادرة أموال معارضين لها
قامت الجماعة بتجميد أموال رجل الأعمال الشيخ حميد الأحمر ، وممتلكات اللواء علي محسن صالح ، في حين أعتبر مراقبون ان هذا الإنتقام يقوده الرئيس السابق علي صالح من خصومه الذين انضموا لإنتفاضة فبراير من العام 2011م ، وان الحوثيين يقودون ثورة مضادة شملت "تجميد الأموال".
وفي مؤتمر صحفي ، قال متحدث باسم اللجان الشعبية التابعة للجماعة ، انها "استصدرت أوامر من النائب العام إلى المصارف يقضي بتجميد أرصدة اللواء في الجيش علي محسن الأحمر، ورجل الأعمال حميد الأحمر، القيادي في حزب الإصلاح.
وقال المتحدث إن توجيهات النائب العام تضمنت منع بيع وشراء الممتلكات، وكذلك منع أية تحويلات مالية للرجلين اللذين غادرا صنعاء في أعقاب سقوطها بيد الحوثيين في سبتمبر، في حين يسيطر مسلحو الجماعة على مبنى شركة سبأفون وجميع أملاك وشركات ومنازل حميد الأحمر، بالإضافة الى منازل وممتلكات قادة عسكريين انضموا لثورة فبراير أبرزهم اللواء علي محسن الأحمر واللواء محمد علي محسن .
وأكدت "سبأ فون" ضرورة "الكف عن إقحام العمل الاقتصادي في الخصومات السياسية، لما لها من أضرار بالغة على الاقتصاد اليمني، فيما داهمت مجموعة مسلحة مصرف سبأ الإسلامي وطلبوا تحويل ممتلكات وأسهم أِشخاص معارضين لهم الى اللجان الشعبية .
وذكر موقع العربي الجديد ان مسلحي الحوثي اقتحموا برجا سكنيا في صنعاء تم بناؤه بتمويل من مصرف سبأ وطالبوا المستأجرين بدفع الأقساط إلى مندوب الجماعة، رغم تأكيد المستأجرين أن العقار أصبح مملوكاً لهم وأنهم أكملوا سداد الأقساط، حسب أحد المستأجرين، كما سيطر مسلحو الحوثي على مركز أبولو التابع لحميد الأحمر، والذي يعد أكبر قاعة معارض في صنعاء، ويحتضن عدة معارض سنوية منها معرض صنعاء الدولي للكتاب.
واقتحم مسلحون حوثيون ، مقر مكتب المشاريع الممولة من السعودية في أمانة العاصمة وقاموا بنهب جميع وثائقه ، وقالت مصادر إن الحوثين اقتحموا المقر بأربعة اطقم وعشرات المسلحين وقاموا بنهب كافة وثائق المقر بما فيها وثائق المشاريع المموله من السعوديه .
البندقية في فوهة الأقلام
تقول هيومن رايتس ووتش إن المسلحين الحوثيين احتلوا عدة مدارس استخدموها لغايات عسكرية أثناء القتال، مما جعل المدارس أهدافاً مشروعة للهجوم ، ورغم أن الاحتلال العسكري للمدارس بغير تعريض الطلبة والمعلمين للخطر لا يخالف قوانين الحرب، إلا أن الاحتلال المطول يحرم الأطفال من حقهم في التعليم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، طبقاً للمنظمة.
وتستمر عناصر الحوثيين بالسيطرة على السكن الطلابي الخيري التابع لطلاب الضالع بصنعاء منذ 21 سبتمبر ، حيث نهبت كافة محتوياته ، ويضم السكن الخيري الطلابي 200 طالب من مختلف مناطق ومديريات الضالع الدارسين بصنعاء من ذوي الدخل المحدود.
وسيطر الحوثيون على جامعة صنعاء ، ومارسوا فيها انتهاكات ضد الطلاب والناشطين ، الأمر الذي ادى الى اندلاع احتجاجات طلابية كبيرة ، دفع مسلحو اللجان الشعبية الى مغادرة الحرم الجامعي وتسليمه لقوات الأمن .
وعن احدى الممارسات لعناصر الحوثي ،قالت أستاذة الصحافة في كلية الإعلام الدكتورة صباح الخيشني ان طالباً دخل الكلية ببنطلون عسكري ويحمل قنابل ومسدس، وقام بتهديد بعض الأساتذة ، فيما أوضحت طالبة يسارية أن حوثيين هددوها بنزع ملابسها اذا لم ترتدي ملابس محتشمة .
وفي محافظة إب ، اقدم المسلحون الحوثيون على اقتحام جامعة القلم، وقاموا بتكسير بعض النوافذ والابواب وكذلك فتح قاعات الجامعة بضرب الرصاص على الابواب ونهب شاشات واجهزة الكمبيوتر، بالإضافة اعتقال ما يقارب من 30طالب بينهم حراسة الجامعة والزج بهم في سجن خاص تابع لجماعة الحوثي داخل ادارة الامن بمحافظة إب الذي ما زال يهيمن عليها مسلحي جماعة الحوثي.
ورصد فريق المرصد سلسلة انتهاكات بحق المؤسسات التعليمية في العاصمة صنعاء خلال الاجتياح المسلح لها، بلغ عددها (37) انتهاكاً، تنوعت ما بين اقتحام ومداهمة واحتلال لعدد من المدارس والجامعات الحكومية والأهلية، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، ونهب محتويات البعض منها، إضافة إلى انتهاكات أخرى بحق عدد من الأكاديميين والكوادر التربوية والتعليمية، واقتحام عدد من المساكن الطلابية وتفتيشها ونهب محتوياتها، بلغ عددها (7) مساكن.
الآر بي جي في المنبر
لم تسلم مساجد صنعاء وعدة مدن ، من ممارسات المنتصرين ، حيث قاموا بملاحقات واسعة لعدة خطباء، وفرضوا خطباء موالين لهم بقوة السلاح ، وبشكل مستفز يقومون بترددي شعار الصرخة عقب كل صلاة ، حسب ما يقوله شهود عيان .
ومن أبرز المساجد التي اقتحموها ، ذي النورين ، جامع السعداء ، والفتح ، والأندلس ، والنور ، والأنصار وغيرها من جوامع العاصمة ، وغالبا ما يخرج المصلون ويذهبوا إلى مساجد أخرى، استياءً مما يحدث .
وكمثال على ذلك ، اقتحم مسلحو الحوثي احد المساجد بمديرية الصافية بأمانة العاصمة، وفرض خطيب من خارج الحي بقوة السلاح، الامر الذي رفضه الاهالي، وادى ذلك الى الغاء خطبتي وصلاة الجمعة.
واوضح اهالي الحي في بيان صادر عنهم" انهم فوجئوا قبيل خطبة الجمعة بأكثر من 30 مسلحاً يقتحمون مسجد النور الكائن بجولة العمري شارع خولان، ومنع خطيب الجامع الرسمي وفرض خطيباً من خارج الحي بقوة السلاح، ما جعل الخطيب ينسحب تجنباً للفتنة واراقة الدماء، لتلتغي خطبتي وصلاة الجمعة".
ومنذ وصول جماعة الحوثي إلى مدينة المحويت، قام أتباعها بمحاولة فرض هويتهم الفكرية على كل شيء، بما في ذلك المساجد، حيث أفاد عدد من سكان المدينة أن أتباع جماعة الحوثي، قاموا منذ وصولهم إلى المدينة بوضع شعار " الصرخة " على جدران عدد من مساجد المدينة ، بما فيها عدد من المساجد الكبيرة.
وهاجمت أطقم عسكرية مسجدا ومركزا دينيا في سعوان ،وسط صنعاء ، يتبع السلفيين ، وقامت بالعبث بمحتوياته ، واعتقال طلاب فيه .
انتهاك الطفولة
سجل فريق المرصد الأورومتوسطي تجنيد الحوثيين للمئات من الأطفال (دون الثامنة عشرة)، وهم يتوزعون على نقاط التفتيش المنتشرة داخل شوارع وأحياء العاصمة صنعاء، تقدر أعدادهم ب 250 طفلاً على الأقل، ولوحظ أن أغلب هؤلاء هم من خارج العاصمة.
غير أنه تعذر على الفريق توثيق تلك الحالات بالطرق المتعارف عليها؛ نظراً لرفض جماعة الحوثي التعامل مع الفريق أو الإدلاء بأي معلومات.
وكان الأطفال ضحايا لإعدامات ميدانية ،حيث قيام قيادي من اللجان الشعبية بقتل الطفل ، حسين مجلي الابرقي"15 عاماً"، بداية الشهر الجاري، بسبب إصابتهم من دخان الوايت الذي يعمل عليه ، بالإضافة الى قتل الطفل أسامة اليريمي "13 عاماً " أثناء اقتحام منزلهم في يريم إب وسط البلاد .
ويحظر القانون تجنيد الأطفال، وهذا ما نصت عليه اتفاقية حقوق الطفل 1989م، في المادة "38", والمادة "8/26" من اتفاقية روما والتي نصت على :"تجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشر من العمر إلزامياً أو طوعياً في القوات المسلحة أو من قبل الجامعات والحركات المسلحة أو استخدامهم للمشاركة فعلياً في الأعمال الحربية".
انتهاكات بالجملة ضد الحريات الإعلامية
ذكرت العديد من المصادر الحقوقية أن الحريات الإعلامية في اليمن شهدت تراجعا كبيرا خلال الشهرين الماضيين، فيما سجلت حالات انتهاكات خطيرة ومتواصلة ضد الصحفيين اليمنيين ومؤسسات اعلامية ، وصلت الى حد القصف بالمدفعية وممارسة التعذيب بحق الصحفيين .
ورصدت مؤسسة «حرية» للحقوق والحريات الإعلامية أكثر من 60 حالة انتهاك ضد الإعلام المحلي والدولي في اليمن، خلال الشهرين الماضيين، شملت اقتحام مؤسسات إعلامية خاصة وحكومية والاعتداء أو التحريض على صحافيين من الجنسين.
وقال مسؤول وحدة الرصد في مؤسسة حرية عبدالله العيسائي ان «المؤسسة تلقت بلاغات خلال الشهرين الماضيين عن وقوع العشرات من حالات الانتهاكات ضد الإعلام والصحافة، تفاوتت بين الخطيرة والمتوسطة والبسيطة، تعرض لها نحو 41 صحافيا و19 مؤسسة إعلامية، 58 حالة منها في العاصمة صنعاء لوحدها».
وأوضح أنه وفقا للبلاغات التي تلقتها المؤسسة أو رصدت حالاتها من خلال وسائل الإعلام ارتكبت أغلب هذه الانتهاكات ضد المؤسسات الإعلامية وضد الصحافيين من قبل المسلحين الحوثيين، ما عدا حالات محدودة جدا ارتكبت من قبل أطراف أخرى، باسم الحوثيين أو مستغلة الفلتان الأمني الذي خلفته السيطرة الحوثية على صنعاء والعديد من المناطق الأخرى.
ويرى مراقبون ان اليمن لم يشهد انتهاكا للحريات الإعلامية والصحافية مثلما شهده فترة الأسابيع القليلة الماضية منذ دخول الحوثيين العاصمة صنعاء من حيث العدد والنوع لهذه الانتهاكات.
و سيطر المسلحون الحوثيون على جميع المؤسسات الإعلامية الحكومية وفي مقدمتها «إذاعة صنعاء» ووكالة «سبأ» للأنباء وصحيفة «الثورة» وصحيفة «26 سبتمبر» التابعة لوزارة الدفاع وموقعها الاخباري، وكلّفت مشرفين حوثيين لمراقبة سياستها التحريرية والسماح بنشر وبث ما لا يتعارض مع التوجه الحوثي وحظر كل ما يتعارض مع ذلك.
ولعل أبرز الإنتهاكات المثيرة ، ما تعرض له الناشط شادي خصروف بعد اعتقاله من قبل مسلحي جماعة الحوثي أمس أمام مقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة ، من عض وقحص على جسده .
وتضامن الناشطون مع خصروف بعد ساعات من اختطافه واحتجازه، معلقين بسخرية بأن الحوثيين بدأوا تطبيق جهاد “المقاحصة” – العض- .
ويرى الصحافيون اليمنيون ان ما تمارسه جماعة الحوثي من انتهاكات الغرض منه إسكات وسائل الإعلام والإعلاميين، ومنعها من الحديث عن الوضع المزري الذي وصلت إليه البلاد، فضلا عن رغبة الحوثيين في تسيير وسائل الإعلام وفق رغبات الجماعة والتغطية على الممارسات القمعية".
مطالبات بالتحقيق في الإنتهاكات ومحاسبة الجناة
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش جماعة الحوثيين المسلحة ووحدات عسكرية نظامية بارتكاب انتهاكات لقوانين الحرب أثناء القتال في العاصمة صنعاء في أواخر سبتمبر الماضي، وشددت على الحكومة أن تحقق في الانتهاكات من الجانبين وأن تعاقب المسؤولين عنها حسب الاقتضاء.
ودعت المنظمة الدولية قوات الجيش والجماعات المسلحة إلى رفض استخدام المدارس لأغراض عسكرية، بما في ذلك كثكنات، وقال جو ستورك "يجب على الحكومة اليمنية أن تحقق في الاعتداءات على المدنيين والمستشفيات، وأن تضمن عدم إفلات انتهاكات قوانين الحرب من العقاب أو مرورها من دون تعويض".
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان شدد على ضرورة أن تأخذ العدالة مجراها، بما يعنيه ذلك من الوقف الفوري لانتهاكات حقوق الإنسان من كافة الأطراف، وتجنيب المدنيين آثار العنف، وتقديم المسؤولين عن الجرائم بحق الأبرياء للعدالة.
منظمة مراسلون بلا حدود أدانت بشكل قاطع الانتهاكات التي ترتكبها حركة الحوثي ضد وسائل الإعلام في اليمن منذ أغسطس ، داعية السلطات لإجراء تحقيق لمعاقبة المسؤولين واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الصحفيين قدر الإمكان في هذا السياق الذي يطغى عليه عدم الاستقرار.