تشهد المناطق القبلية في محافظة صنعاء حالة من التذمر والسخط، إزاء الواقع الجديد الذي فرضه أتباع جماعة الحوثي القادمين من خارج تلك المناطق.
وانتقل ذلك التذمر مؤخراً من أوساط مناوؤوا جماعة الحوثي، وخصومها في المديريات التي دخلوها، سواء بقتال، أو من دون قتال، إلى أوساط الموالين لهم، ومن ساندوهم وسهلوا مهمة دخولهم إلى تلك المناطق، وفي المقدمة المشائخ والوجهاء الموالون للجماعة.
الأسبوع الماضي، تناقلت وسائل الإعلام أخباراً عن وجود خلافات حادة بين أتباع جماعة الحوثي في ذمار، وبين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة، على خلفية ممارسات الأخيرين، وتجاهلهم لحوثيي المحافظة، ما دفع حوثيو ذمار إلى رفع شكوى إلى زعيم الجماعة، ومن ثم زيارته لاطلاعه على أبعاد القضية، لكنه ، بحسب صحيفة المصدر ، كان منحازاً لمن أرسلهم للإشراف على محافظة ذمار.
محافظة صنعاء، هي أيضا تشهد تذمراً متصاعد في أوساط المواطنين وكذا المشائخ، إزاء ممارسات عناصر الحوثي، والإجراءات التي فرضوها في العديد من القرى والمناطق التي دخلوها، ما دفع العديد من المشائخ والأعيان والوجهاء الذين تحالفوا مع جماعة الحوثي في البداية، إلى تبني أطروحات مناهضة لما قالوا أنه تعسفات من قبل عناصر الحوثي القادمين من صعدة، وإجراءاتهم الغير مرغوبة في مناطقهم.
وفي هذا السياق أفاد مصدر مطلع في مديرية همدان الواقعة شمال غرب العاصمة صنعاء أن اجتماعاً عقده عدد من مشائخ القبيلة يوم الخميس الماضي الموافق 11/12/2014، في منزل أحد مشائخ المؤتمر الشعبي العام الموالين للحوثي، لمناقشة العديد من القضايا المتعلقة بممارسات الحوثيين منذ دخولهم المديرية قبل عدة أشهر.
وأفاد المصدر الذي كان حاضرا، أن الاجتماع عقد في منزل الشيخ يحيى علي عايض، وبحضور الشيخ هاشم الجايفي، والشيخ عاطف المصلي، والشيخ علي الغشمي، وهم من المشائخ الذين سهلوا دخول الحوثيين إلى همدان، إضافة إلى الشيخ سعد القحيط، وعدد آخر من أهالي قرية حاز بمديرية همدان.
وقال بأن الاجتماع خصص لمناقشة قضية نهب الحوثيين لأرضية تابعة لرجل الأعمال الشيخ قناف القحيط " القيادي في حزب الإصلاح" وأحد أبناء قرية حاز، وكذا الاستيلاء على هنجر مخصص لتخزين المفروشات يعود للشيخ القحيط.
وفي الاجتماع تم طرح قضايا أخرى، منها قيام الحوثيين باقتحام الوحدة الصحية في ضروان بهمدان مؤخراً، بعد أقل من أسبوع على خروجهم منها، وكذا دخول بعض المساجد في همدان، منها مسجد بيت الذفيف، وفرض خطباء وأئمة فيها.
كما تطرق الاجتماع إلى ما يقوم به مسلحو جماعة الحوثي القادمين من خارج المديرية، من ممارسات استفزازية، بحق أهالي القرى والمناطق في همدان، مثل عمليات التفتيش، والتدقيق في النقاط الواقعة بين القرى، وعلى الطرق داخل المديرية.
وقد أفاد أحد المشائخ الحاضرين، بحسب المصدر، بأنه بات من غير المحتمل ما يقوم به عناصر الحوثي، في قرى ومناطق همدان، مشيرا إلى أنه لم يسلم حتى الوجهاء والمشائخ من استفزازاتهم، وتعديهم على الحريات الشخصية، وتفتيش الأهالي في قراهم، ومطالبتهم المواطنين بعرض هوياتهم بشكل متكرر.
وقال في الاجتماع : " شخص عمره 14 سنة، يجي يفتشني في بلادي، وقريتي، ويطالبني أعطيه البطاقة الشخصية، وهو من خارج البلاد، لا نعرفه ولا نصرفه "، مشيرا إلى أن هذا لم يعد يطاق.
وبحسب المصدر فقد اقترح أحد الحاضرين، المحسوبين على جماعة الحوثي، وهو من أبناء قرية حاز، أن يتم الذهاب إلى صعدة لمقابلة زعيم الجماعة السيد عبد الملك الحوثي، وعرض قضية أرضية وهنجر القحيط وبقية القضايا عليه.
وقال بأن أحد قيادات أنصار الله في العاصمة صنعاء، نصحهم بالذهاب إلى صعدة لطرح مشاكلهم على السيد، لأن مندوبي الجماعة في صنعاء لا يريدون وصول مثل تلك الأخبار والمشاكل إلى عند السيد، كونهم مستفيدين، من مثل هذا الوضع.
إلا أن عدد من المشائخ الحاضرين وعلى رأسهم الشيخ عاطف المصلي، رأوا أن يتم التواصل مع العميد محمد يحيى الحاوري، قائد المنطقة السادسة، وكذا أحد المشائخ في بيت الذفيف، ويتم إطلاعهم على القضية، كونهم أكثر وجاهه ولديهم علاقات واسعة، وما رأوه يتم العمل بموجبه، طبعا بعد التشاور مع المعنيين بتلك القضايا.
وفعلا تم التواصل بالحاوري والشيخ الآخر، الذي لم يذكر المصدر إلا لقبه " الذفيف "، وتم إبلاغهما بالموضوع، وكان ردهما، أنه من الضروري عقد اجتماع لجميع المشائخ، لمناقشة قضية القحيط، وكذا قضية المركز الصحي، واقتحام المساجد، والممارسات الاستفزازية لعناصر الحوثي بحق أهالي القرى والمواطنين في همدان.
