كشفت وكالة رويترز العالمية عن تقديم إيران دعم عسكري ومالي للحوثيين قبل وبعد السيطرة على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي.
وأضافت بأن مسئولون يمنيون وإيرانيون أكدوا " أن إيران زودت الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر بأسلحة ومال وتدريب في الوقت الذي تصعد فيه طهران صراعها الإقليمي على النفوذ مع المملكة العربية السعودية".
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني يمني كبير أن إيران دعمت بثبات الحوثيين الذين قاتلوا الحكومة المركزية منذ عام 2004 من معقلهم الشمالي صعدة.
وأضاف المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية القضية لرويترز "قبل دخول صنعاء بدأت إيران ترسل أسلحة هنا وقدمت الكثير من العون بالمال عبر زيارات في الخارج."
وقال مسؤول أمني يمني كبير آخر "الأسلحة ما زالت تأتي بحرا ويأتي المال عبر تحويلات."
وفي ذات السياق أفاد المصدر اليمني المسئول بأن إيران رأت أن الانتصار سيكون سريعا في اليمن على عكس الوضع في العراق وسوريا "ودون تكلفة كبيرة"، في الوقت الذي قال مصدر غربي مطلع على الوضع في اليمن إن الحوثيين يحصلون على تدريب ومال من إيران، مشيرا إلى أن هذا يحدث منذ أكثر من عام، وأن " حوثيون سافروا إلى إيران ولبنان للتدريب عسكريا."
وأضاف المصدر الغربي لرويترز "نعتقد أن هناك مالا وبعضه يحول عبر حزب الله وتصل أكياس المال إلى المطار. عدد من يحضرون للتدريب كاف بالنسبة لنا لكي نشعر بالقلق إزاء هذا الأمر." وقال المسؤول الأمني اليمني الأول إن المقاتلين الحوثيين تلقوا تدريبات على يد حزب الله في لبنان.
من جانبه قال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن فيلق القدس التابع للحرس الثوري لديه "بضع مئات" من العسكريين في اليمن الذين يدربون المقاتلين الحوثيين.
وأضاف أن نحو مئة حوثي سافروا إلى إيران هذا العام للتدريب في قاعدة الحرس الثوري قرب مدينة قم، وأن هناك نحو عشرة مستشارين عسكريين إيرانيين في اليمن، وإن وتيرة الأموال والأسلحة التي تصل للحوثيين زادت منذ سيطرتهم على صنعاء.
وأضاف "كل شيء يتعلق بميزان القوى في المنطقة. إيران تريد تواجدا شيعيا قويا في المنطقة ولهذا تدخلت في اليمن أيضا."
وقالت الوكالة أن مسئول حوثي كبير نفى أن يكون هناك دعم مادي ومالي، إلا أن التأكيدات 0 بحسب الوكالة - ما زال من المرجح أن تعزز المخاوف السعودية والغربية بأن إيران تستغل الفوضى بين السنة والشيعة في العراق وسوريا ولبنان والبحرين والآن في اليمن، وهو ما دفع الرياض إلى تعليق المساعدات لليمن لغضبها من تزايد نفوذ الحوثيين في حين رحبت إيران علنا بانتصار الحوثيين.
ونقلت رويترز عن صالح الصماد مستشار الرئيس هادي نفيه التام أن تكون إيران قدمت أسلحة ولكنه قال إن الدعم الإيراني جزء من رؤية مشتركة بمواجهة المشروع الأمريكي، متهماً السعودية بتقديم دعم كبير لشيوخ العشائر والأحزاب المتحالفة في اليمن.
وقالت الوكالة أن السلطات اليمنية تستدل بالسفينة (جيهان 1) كدليل على الدعم الإيراني، حيث تمكن السلطات اليمنية من القبض على السفينة عام 2013 لتهريبها أسلحة من إيران إلى مسلحين محليين.
وذكرت أن المسؤول اليمني عرض عيلها محتويات من الشحنة بينها صواريخ كاتيوشا إم 122 وصواريخ سطح جو وقذائف صاروخية ونظارات للرؤية الليلية إيرانية الصنع و"أنظمة مدفعية تتعقب أهدافا برية وبحرية على بعد 40 كيلومترا"، بالإضافة إلى أنه كان هناك أيضا كواتم للصوت و2.66 طن من المتفجرات وذخيرة وأعيرة نارية.
وأشارت إلى أنه وبعد أيام من السيطرة على السفينة حاصر مسلحون حوثيون مقر الأمن الوطني وطالبوا بالافراج عن ثمانية من أفراد طاقم السفينة اليمنيين المحتجزين، حيث أطلق سراحهم مع اثنين يشتبه أنهم من أعضاء حزب الله سجنا لسعيهما لتدريب حوثيين عسكريا.
وقالت الوكالة أنه رغم أن الحوثيين بدأوا كحركة صغيرة في شمال اليمن إلا أنهم اكتسبوا قوة عن طريق الاستفادة من متاعب الشيعة الزيديين والذين يمثلون نحو ثلث سكان اليمن.
ونقلت الوكالة عن مقاتل حوثي قوله "معظم القتال يأتي من جانب محليين يدعمهم ناس من الحوثيين."، في حين أشارت رويترز إلى أن هناك مخاوف من ازدياد الدعم العلني من طهران للحوثيين، خصوصاً بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء ومناطق أخرى.