عبدالله الصنوي
انقلاب صالح والحوثي على الشرعية وعلى جهود أربع سنوات وضع اليمنيون خلالها كل أحلامهم ورسموا المستقبل فيها وكنا نعد أنفسنا كيمنيين أكثر شعوب الربيع العربي حظا وقدمنا للعالم نموذج راقي للحوار الذي يجمع كل الأطراف لتحديد ملامح اليمن الجديد , قبل انطلاق عاصفة الحزم بقليل كان هناك شعور هو مزيج من الإحباط والتخبط الشديدين بل وصل الشعور إلى التسليم بالأمر الواقع كان اليمنيون مغلوب على أمرهم لا يمكنهم مواجهة آلة القمع الثقيلة ’ حاولوا مقاومة الانقلاب بالطرق السلمية فخرجت المسيرات في أغلب المدن اليمنية لكن دون جدوى ,
ذهب الفرقاء السياسيون إلى طاولة الحوار وقدموا تنازلات جمة وكان أشبه ما يكون بإعطاء الحوثيين غطاء سياسيا لأفعالهم ولكن دون جدوى ومضى الانقلابين في غيهم لا يرقبون في اليمنيين إلا ولا ذمة ولا يوقفهم شيء فحاصروا الرئيس الشرعي للبلاد و وأعضاء الحكومة التوافقية ووصل الأمر إلى حد إهدار دم الرئيس هادي وكانوا قبله أهدروا دم كل اليمنيين ,وفي جهة أخرى تماما راح بعض اليساريون يباركون للقوة الجديدة الصاعدة انتصاراتها المقدسة و استيلائهم على السلطة بقوة السلاح وعللوا ذلك بأن جماعة الحوثي المسلحة التي قامت بانقلاب متكامل الأركان بقيادة وتخطيط المخلوع صالح على السلطة الشرعية أحدثت توزن للقوى السياسية في البلاد . , يذكرني هذا الموقف بشعور شباب الثورة السلمية في 2011م يومها كنا نتعجل قطف ثمار الثورة وقلنا ربما لن يطول تنحي صالح كما فعل قرينه مبارك في مصر ولكن الاعتصامات طالت والقمع للمسيرات والمظاهرات زاد والمشهد العام يتأزم ولا يوجد انفرج قريب حتى أعلن الجنرال محسن الأحمر انضمامه لثورة الشباب معلنا انشقاق النظام على نفسه وكان للجنرال ورفاقه اليد الطولى في إجبار صالح على التنحي وبذلك بدأت ثورة الشباب مرحلة جديدة في أمل كبير بتحقيق أهدافها والناظر في المشهد اليمني يرى كيف أن ثورة الشباب تلاشت يوم وجهت الضربات العنيفة للجيش الموالي لثورة الشباب ابتداء من اللواء 310 في عمران مرورا بقبائل حاشد وانتهاء بالفرقة أولى مدرع في صنعاء
. كيمنيين كنا ندرك أنه لا بد من مواجهة الحوثيين في يوم من الأيام ذلك أن تاريخ هذه الجماعة مليء بالخداع والمكر ونقض الاتفاقيات والعهود حتى قبل أن يجف حبر توقيع هذه الاتفاقيات وأقصد هنا المواجهة المسلحة والتي ما كان لها أن تكون لولا عاصفة الحزم ولولا الملك سلمان ,
ولأن جماعة الحوثي خرجت من كهوف الجبال بكل تخاريفها يقودها مراهق هو أشبه بدمية بيد إيران توجهه كيفما شاءت استولت على سلاح الدولة الثقيل كان لابد من عاصفة الحزم حتى تتوازن القوى على الأرض . في مجمل الحال هناك 100 سبب وسبب يجعلني وكل رافضي الانقلاب نؤيد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ونوجه جزيل الشكر والامتنان للملك سلمان , يكفي أنه أعاد روح الوحدة العربية من منظروها الصحيح في الوقوف الى جانب الشعوب المغلوب على أمرها .