شريف عابدين
إلى متى ستواصل إيران سياسة «العض على الأصابع» فى تعاملها مع الموقف فى اليمن؟ بمعنى آخر هل ستكتفى طهران بتحريك أذرعها المتورطة فى الأزمة وإمدادها بالسلاح والدعم اللوجيستى ومواصلة الاختباء خلف الستار؟
الحسابات معقدة ومتشابكة ومن الصعب تغليب توقع ما حول استشراف رد فعل إيرانى مباشر فى اليمن, ومن الطبيعى أن تعيد طهران حساباتها جيدا أمام موقف عربى موحد غير مسبوق ضد إحدى أذرع إيران السياسية التى تعبث فى المنطقة منذ عقود طويلة كما أنه للتذكرة لم تدخل ايران فى حرب مباشرة مع العرب سوى ضد العراق وتتذرع بأن صدام حسين سبب نشوب حرب الثمانى سنوات.
تختبئ إيران خلف قناع زائف كراع للثورات الشعبية وتنظيمات المقاومة فى المنطقة وعمدت لتصدير ثورتها إلى دول الخليج لزعزعة استقرارها, وتمارس هذا الدور عن جدارة فى اليمن والعراق ولبنان وليبيا وفلسطين لكن حين يصطدم هذا الدور المشبوه بمصالحها فهى تلفظه وتجنح لدعم النظام القائم كما تفعل مع أسد سوريا, وهى لا تعبأ لسقوط مئات القتلى من السنة فى مذابح تحركها أغراض مذهبية رغم أن العرب واجهوا داعش السنية ولم يتبعوا نفس النهج.
والأرجح أن تكتفى إيران بدور المحرك للعرائس من خلف ستار أو «الملقن» لأبطال المسرح العبثى القائم بالمنطقة فتواصل دعم وكلائها دون تورط مباشر لم تعد بحاجة إليه الآن بعد الاتفاق النووى مع الغرب, وربما كانت قد فكرت فى هذا التدخل لإظهار العين الحمراء للغرب فى حالة الفشل فى الإتفاق.
من الطبيعى أن تخضع طهران لحسابات دولية تجبرها على عدم تخطى خطوط حمراء فى منطقة حيوية يمر بها نحو 12% من التجارة العالمية وتشكل ممرا استراتيجيا لحركة ناقلات البترول, وهو ما يرجح مواصلة تدخلها غير المباشر بمحاولة زعزعة استقرار السعودية وتأليب الأقلية الشيعية فى المنطقة الشرقية ودعم الحوثيين للقيام بعمليات داخل الحدود السعودية.
/نقلا عن الاهرام/