نبيل سبيع
محمود طه كان أحد الصحفيين الذين وقفوا ضد حروب صعدة الست وسلطوا الضوء على ضحاياها، وقد اتهم بالحوثية بسبب موقفه هذا. اليوم، أصبح محمود أحد ضحايا الحوثي وربما أصبح متهما لدى ميليشياته بالداعشية!
اختطفته الميليشيا أول أمس من أمام منزله في عمران، وكتبت ابنته دينا منشورا على صفحتها على أمل أن يفعل زملاؤه وأصدقاؤه شيئا من أجل والدها.
لم أعد أتذكر دينا التي كانت طفلة صغيرة في ????، حين زرت والدها في بيته بعمران. كان ذلك خلال حرب صعدة الرابعة، وقد كنت في مهمة صحفية حول تلك الحرب والحروب التي سبقتها.
أعددنا محمود طه ونائف حسان وأنا ملفا نشر في أول أعداد صحيفة الشارع عن المقاتلين القبليين (البشمرجة) الى جانب الجيش وعن الآثار الكارثية للحرب عموما. هاجمت سيارتان محملتان بالمسلحين وتحملان لوحتي جيش من قوات علي محسن الأحمر مكتب الصحيفة وحطمته وأطلقت تهديدات بالقتل. ثم تم إحالتنا الى المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الارهاب والقضايا الجسيمة وأمن الدولة حيث تمت محاكمتنا بتهمة الخيانة الوطنية العظمى وتهما أخرى عديدة أتذكر منها التأثير على معنويات الجيش وسير ومجريات المعركة (لأن الملف تطرق للفساد وشبكة المصالح المالية والسياسية التي تجعل الحرب تستمر وتتجدد وتتوسع). الدعوى رفعتها ضدنا وزارة الدفاع وطالبت فيها بمعاقبتنا بموجب المادة ?? من الدستور التي تقضي بعقوبة أقصاها الاعدام وأدناها حبس خمس سنوات. استمرت محاكمتنا حتى ????، وتحديدا ليلة الذكرى العشرين للوحدة اليمنية، حين أصدر الرئيس السابق علي عبدالله صالح عفوا عنا.
لم يدخل محمود طه بعد ثلاث سنوات محاكمة سجون علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر بسبب وقوفه ضد حروب صعدة ودفاعه عن ضحاياها من الحوثيين وغير الحوثيين، لكنه دخل معتقلات الحوثي بطرفة عين وبدون محاكمة ولا تهمة وربما بدون سبب يذكر!
هذه هي جماعة الحوثي في أوضح صورها..