رأي الشرق
هدفان ستحققهما "عاصفة الحزم" التي تجد التأييد العربي الواسع وهما : إعادة الشرعية في اليمن، وتعزيز مخرجات المبادرة الخليجية، فالشعب اليمني يرفض تماماً ، بل يناهض بكل قوة، الانقلاب الحوثي، لما يمثله من تهديد خطير ليس على مستوى الداخل، وإنما على أمن المنطقة بأسرها، ذلك أن الانقلاب الحوثي هدد اليمن أرضاً وشعباً، فضلاً عن أن ارتباطاته الخارجية بما يهدد الأمن والسلم الدوليين، لسيطرته على مؤسسات الدولة اليمنية بالقوة، وقوض الشرعية ، وهذا ما استوجب تشكيل هذا التحالف الذي يهدف الى إعادة الأمور إلى نصابها ، والمضي قدماً بالمبادرة الخليجية الى نهايتها من أجل وحدة واستقرار اليمن بانخراط جميع الفرقاء في العملية السياسية.
ترحيب القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين، بما اتخذه تحالف "عاصفة الحزم" يعكس التأييد والترحيب الكاملين لاستعادة الشرعية في اليمن وحمايته ارضاً وشعباً، لان المليشيات الحوثية استباحت كل مقومات الدولة اليمنية ما استوجب التصدي لذلك بكل حزم.
الدول الخليجية ، لم توصد الباب امام العملية السلمية، وهذا اما اكده خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بأن الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف اليمنية للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها، هذه الخطوة ، تمثل الفرصة الأخيرة لكل اليمنيين لنبذ الحرب والتقدم نحو السلام والوئام، ولكن ينبغي أن يسبق ذلك إجراءات منها التراجع عن الانقلاب وعودة الشرعية وإعادة الأسلحة إلى الدولة والانسحاب من كل مؤسسات الدولة والمدن قبل أحداث صعدة .
على كل الأطياف اليمنية الاستجابة إلى نداء العقل والارتفاع الى مستوى المسؤولية، لأن إعادة الوضع الى ما كان عليه، هو الحل المنطقي للخروج من هذا النفق المظلم، وإلا فإن الرد من جنس العمل، فمن يزرع الريح يحصد العواصف، ولا يمكن لفئة أن تفرض إرادتها على دولة ينبغي أن يتساوى فيها الجميع. سيحقق التحالف أهدافه باستعادة الشرعية في اليمن ، وسيواصل تحمل مسؤولياته في مساعدة اليمنيين في استعادة وئامهم ووحدتهم وتحقيق حلم "اليمن السعيد" بإعادة البناء وإرساء التنمية المفقودة.