عماد الدين أديب
أعتقد أنه يتعين على أجهزة الأمن القومي في مصر أن تضع مسألة توفير معلومات دقيقة ومفصلة حول ما يحدث في اليمن في صدارة الاهتمامات.
وأعتقد أنه يجب أن يضاف إلى ملفات المتابعات اليومية لجهاز المخابرات المصرية ملف اليمن بأربعة جوانب رئيسية هي:
أولاً: حقيقة تركيبة تنظيم أنصار الشريعة وجماعة الحوثي ومصادر الدعم والتسليح والتمويل والتدريب.
ثانياً: حقيقة العلاقة الإيرانية بأنصار الشريعة وجماعة الحوثي وحجم الدعم الذي يقدمه الحرس الثوري الإيراني لهذه الجماعة.
ثالثاً: حقيقة خطط «جماعة الحوثي» تجاه المملكة العربية السعودية التي ترتبط باليمن بأطول حدود مشتركة قابلة للتسلل والاختراق اليومي.
رابعاً: حقيقة خطط «جماعة الحوثي» بالنسبة لتهديد أمن باب المندب كأحد أهم الممرات الإستراتيجية في العالم والمتحكم في سلامة وحرية المرور في البحر الأحمر.
ولا يخفى على أى متابع أن أمن باب المندب يؤثر تأثيراً مباشراً على حركة السفن والتجارة والطاقة من وإلى قناة السويس.
نحن أمام ملف شديد التعقيد في اليمن تتداخل فيه الطائفة والمذهب والقبيلة والمنطقة بمعنى الشمال والجنوب.
وتزداد المسألة تعقيداً بسبب الامتدادات الخارجية في الصراع اليمنى ووجود أطراف إقليمية ودولية متورطة فيه، مثل: دول مجلس التعاون وإيران والولايات المتحدة.
ويضاف إلى ذلك كله صراع معقد بين قوات الشمال وقوات الجنوب، وقوات على عبدالله صالح والقوات الداعمة لشرعية الرئيس هادى، وقوات القاعدة وقوات جماعة الحوثيين.
وتأتى قمة الأزمة بظهور نشاط إرهابي يترجمه تنظيم داعش الإرهابي.
إنها وصفة كارثة حقيقية بكل المقاييس في منطقة استراتيجية شديدة الحساسية تؤثر بشدة على أماكن استخراج ونقل الطاقة في العالم.
عاجلاً أو آجلاً سوف تكون مصر طرفاً أصيلاً وفاعلاً في هذا الصراع، لذلك يتعين أن تتوفر كل الموارد البشرية واللوجستية من أجل إحداث اختراق حقيقي في أماكن صناعة القرار لدى كل الأطراف حينما يصل الصراع إلى حالة الصدام.
الحرب الحالية، هي حرب المعلومات بالدرجة الأولى، والذي يستطيع الاختراق المعلوماتي يضمن أولى خطوات النصر.