رأي جريدة الوطن
تأتي مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإصدار توجيهاته بإرسال مساعدات طبية للجرحى في الاعتداءات الإرهابية في كل من عدن وصنعاء، وإبداء استعداد المملكة لاستقبال من يحتاجون للعلاج منهم في مراكز طبية داخلها، لتؤكد أن المملكة تبذل كل ما تستطيع من أجل سلامة أبناء اليمن بمختلف انتماءاتهم، وتحرص على استقراره.
لذلك فإن إدانة المملكة للقصف الجوي على مدينة عدن الخميس الماضي، وللتفجيرات في صنعاء أول من أمس توضح بدقة موقف المملكة الثابت ضد الإرهاب الذي يمارس كيفما كان شكله، وهي تبيّن أن موقفها راسخ في الوقوف إلى جانب الشرعية والشعب اليمني. وعليه فالمفترض في مختلف التيارات السياسية اليمنية أن تكون على مستوى المسؤولية للعمل على استقرار اليمن، والخيار الفعلي المتاح الذي يقدم مخرجا للأزمة هو المؤتمر الذي سيتم عقده بإشراف مجلس التعاون في الرياض.
المملكة لم تكن يوما إلا ساعية للسلام بين الأشقاء والأصدقاء، لذلك على مختلف الأطراف أن تصغي لصوت العقل وتتجاوب مع دعوة المملكة لإنهاء الخلافات في اليمن والتوجه إلى طاولة الحوار، والبحث في السبل التي تقود إلى بر الأمان من خلال المشاركة في إدارة شؤون الدولة، ويخطئ أي فصيل يريد فرض نفسه وإملاءاته بالقوة، ويخرج عن إطار الشرعية المعترف بها على المستويين الداخلي والخارجي.
مشكلة البعض في اليمن أنهم على الرغم مما مر، وعلى الرغم من إدراكهم أنهم يجرّون البلاد إلى الكارثة، غير أنهم يبحثون عن مصالح ضيقة ولا يفكرون بمصلحة المجموع، ويريدون أن يكون اليمن بأسره رهينة لديهم، ومع استحالة تحقيق هذا الهدف بوجود قوى أخرى تقف دون طموحاتهم غير البريئة، فإن الأزمة لن تنتهي إن لم يفكر أصحاب المصالح ومن يعملون لأجندات خارجية بأن غايتهم مستحيلة بوجود رفض شعبي كبير لمخططاتهم، ولذلك لا بد أن يعيدوا الحسابات، ويراجعوا ما فعلوه من تخريب في بلاد كانت متوجهة نحو الاستقرار بيد أن العبث الذي مارسوه أخلّ بالمسارات الصحيحة، وعطل استمرار المبادرة الخليجية التي كانت ومازالت خيارا صائبا ومقبولا لكل من يريد الخير لليمن.
المملكة مدت يد الأخوة إلى أبناء اليمن، والواجب أن يستوعب الحوثيون وأزلام النظام السابق معنى الأخوة والسلام، وغير ذلك لن يكون في مصلحتهم.