كلمة العرب القطرية
يوماً بعد الآخر، تكشف جماعة الحوثي عن وجهها الطائفي المقيت. لم تفلح المساحيق التي حاولت الجماعة تجميل نفسها بها في إخفاء «الأجندة الطائفية الخارجية» التي تحملها، وتعمل على تنفيذها بدقة في اليمن.
فشل الحوثيون في إصباغ صفة «الثورية» على انقلابهم على الشرعية، كما فشلوا في إقناع الرأي العام المحلي -قبل العالمي- بأن المسلحين التابعين لهم في الشوارع هم «لجان شعبية» مؤيدون للتغيير.
بات واضحاً للجميع أن الأجندة التي يحملها الحوثي هدفها الأساسي تمزيق اليمن ونشر الفوضى بداخله، ليكون هذا البلد العريق بؤرة توتر في المنطقة، وشوكة عنف مغروسة في ظهر جيرانه. وقد بدأ بمحاولة جر البلاد إلى اقتتال داخلي حتى يستطيع إفشال «حوار الرياض» الذي دعا إليه الرئيس عبدربه منصور هادي.
لن تفلح الإجراءات والقرارات التي يتخذها الحوثي والاتفاقات الخارجية التي يعقدها في الحصول على أي اعتراف دولي بشرعية انقلابه، كما لن تفلح النزعات الطائفية التي يروجها في إبعاد مختلف الأطياف السياسية في البلاد عن الحوار الوطني، كون الجميع في اليمن يعلم أن حواراً يجري في الرياض، عاصمة القرار العربي، سينتهي حتماً في صالح جميع اليمنيين، فالمملكة العربية السعودية هي الشقيقة الكبرى التي تسّخر مكانتها السياسية ووزنها الاستراتيجي لخدمة قضايا أمتها، وإعادة الاستقرار إلى أي بؤرة توتر، خاصة اليمن، الذي يشكل مكانة خاصة في اهتمامات الدبلوماسية السعودية.
مطلوب من المجتمع الدولي دعم الجهود المخلصة التي تبذلها المنظومة الخليجية، وفي القلب منها الرياض، لإخراج اليمن من أزمته الحالية، وإبعاد شبح التفتت عن هذا البلد الذي يتعرض لمؤامرة كبرى لتمزيقه، صادرة من خارجه، لكن التنفيذ بيد الأدوات الطائفية الداخلية.
21-3-2015