رأي الشرق القطرية
جريمة بشعة بكل المقاييس تلك التي وقعت في اليمن امس وراح ضحيتها عدد من الأبرياء فاق المائة شخص، في تجاوز لكل المعايير الدينية والأخلاقية وتعد مساسا خطيرا بحرمة المساجد، مهما كانت المبررات والغايات.
إن هذه التفجيرات تشكل سابقة خطيرة تهدف إلى بث الذعر والفوضى بين المصلين الأبرياء الآمنين، وتهدف إلى جر الشعب اليمني إلى مستنقع الحرب الأهلية التي لا قدر الله إنْ وقعت لن تبقي من اليمن شيئا وستدمر كل ما حققه شباب الثورة من إنجازات وتعود بالحكم العسكري مرة أخرى كما هو ماثل في الحالة المصرية.
هذه الجريمة البشعة قد تدخل اليمن في أتون حرب لا يعلم مداها إلا الله، من الفعل ورد الفعل، قد تطال الأبرياء من النساء والأطفال، وتدمر البلاد المنهكة اقتصاديا وسياسيا، بعد الأمل الذي لاح من عودة الرئيس هادي إلى ممارسة مهامه والدعوة لعقد مؤتمر الحوار الوطني بالرياض، والذي مثل بارقة أمل حقيقية تقود إلى حل سلمي للأزمة اليمنية.
لقد استنكرت قطر بشدة هذه الجريمة البشعة وعبرت عن إدانتها الشديدة للتفجيرات التي طالت مسجد "بدر" في حي الصافية ومسجد "الحشوش" في حي الجراف بالعاصمة اليمنية صنعاء، وسقوط عدد من القتلى والجرحى، اتساقا مع ما تدعو إليه من نبذ العنف بكافة أشكاله ومصادره، واعتماد الحوار وسيلة وحيدة لحل النزاعات.
لا حل للأزمة اليمنية إلا بالعودة للشرعية الدستورية والتمسك بالحوار الوطني كأداة فعالة لتطويق أعمال العنف المتزايدة في اليمن، بما يحقق متطلبات الشعب اليمني، ويسهم في أمنه واستقراره ووحدة أراضيه.
إن دعوة الرئيس هادي لمؤتمر الحوار الوطني واعتماد المبادرة الخليجية يمثلان السبيل الأمثل لحقن دماء الشعب اليمني، وقطع الطريق على أنصار المخلوع علي صالح والثورة المضادة التي تترصد وتتحين الوقت للانقضاض على أحلام الثورة البيضاء... الشرعية والمبادرة الخليجية كفيلتان بوصول الثورة اليمنية إلى أهدافها وغاياتها والحفاظ على وحدة الشعب والأرض والإنسان.
21-3-2015