رأي الشرق القطرية
أعلنت قطاعات واسعة من الأحزاب وألوان الطيف السياسي في اليمن أمس، تشكيل تكتل وطني لاستعادة السلطة من الحوثيين الذين استولوا على السلطة في البلاد، هذا التطور الذي سيكون له تأثير كبير على المشهد السياسي في اليمن، والمفاوضات السياسية الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة وموفدها جمال بن عمر، يؤكد أن الوضع الخطير في هذا البلد يتجه إلى المزيد من التصعيد، ويؤشر كذلك إلى احتمال انزلاق البلاد إلى مالا قد يحمد عقباه، وأقله نشوب حرب أهلية في بلد لايزال للقبيلة والسلاح كلمة الفصل فيه.
بن عمر أكد في أحدث تصريحاته حول الوضع في اليمن أن الكرة في ملعب الفصائل والأحزاب السياسية، وأنه ينبغي عليها أن تكون أكثر جدية هذه المرة لأن الوضع خطير للغاية، ورغم هذه الدعوة وغيرها من الدعوات التي تحث على الحوار، واستئناف عملية السلام بجدية؛ لم تصدر حتى الآن أي مؤشرات جدية للخروج من هذه الأزمة، فالتظاهرات تزداد انتشارا في أرجاء البلاد بين مؤيدة ومعارضة، وميليشيا الحوثيين أجرت مناورات عسكرية قبل أيام استعدادا لما وصفته "بأي تحديات".
اليمن بحاجة إلى قوة وطنية تحميه من التحول إلى دولة فاشلة، وتحصنه من الانهيار والتفكك، وهنا تبرز أهمية الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأيدتها دول مجلس التعاون الخلجي، لاستضافة المملكة العربية السعودية الشقيقة لحوار يمني لايستثني أيا من الفرقاء السياسيين، فهذا الحوار وحده الكفيل بإيجاد مخرج سياسي بديل للحرب الأهلية والمواجهات القبلية والطائفية، خاصة وأن هناك إجماعا إقليميا ودوليا على دعم الشرعية الدستورية في اليمن، ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، ورفض كافة الإجراءات المتخذة لفرض الأمر الواقع بالقوة، والعمل على استكمال تنفيذ العملية السياسية، وفقاً لمخرجات نتائج الحوار الوطني والمبادرة الخليجية على أساس المشاركة بين جميع الأطياف على نحو يحقق حلا عادلا ومتكافئا يعزز وحدة اليمن واستقلاله وسيادته.