رأي عكاظ اليوم
تتسع يوما بعد يوم، دائرة رفض هيمنة الحوثيين بعد أن تكشفت أبعاد مخططاتهم وارتهانهم للمطامع الإيرانية الساعية إلى السيطرة على اليمن والتحكم في مصالحه وموارده واستغلال موقعه الاستراتيجي في إطار سياستها الرامية إلى بسط هيمنتها ونفوذها على مضيق باب المندب. وكشفت الاتفاقيات التي وقعها الحوثيون مع طهران جزءا من هذا المخطط الذي يدفع باليمن إلى المجهول ويهدد وحدته وأمنه واستقراره. وقد استفزت هذه الاتفاقيات القوى اليمنية فتحركت للمقاومة، وبالأمس تشكل تكتل جديد يهدف لاستعادة الدولة وسلطتها ومهامها الدستورية ورفض القوى السياسية الأعمال التي قام بها الحوثيون تحت ضغط القوة. وهذا التكتل يتوقع أن يحدث نقلة نوعية في مقاومة الهيمنة الحوثية، فهو يضم غالبية القوى الفاعلة من أحزاب وحركات شبابية ومنظمات ونقابات وتحالفات قبلية مؤثرة. ولم يعد خافيا على اليمنيين خطورة استمرار تفرد الحوثيين بالتحكم في البلاد وتسخيرها لقوى خارجية لن تكون مصالح اليمنيين في مقدمة أولوياتها. وهذا التكتل الجديد يشكل معطيا جديدا يدعم شرعية الرئيس هادي منصور ويدفع بالخطوات الرامية إلى عقد لقاء الأطراف اليمنية تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وهي خطوة مهمة وتحتاج إلى دعم الشرعية الدولية لتعطيها المزيد من الفعالية والتأثير. ومن هنا تأتي أهمية الوسيط الأممي الذي يتوجب عليه أن يبادر إلى استثمار هذه التغييرات لصالح إيجاد أرضية مشتركة يمكن من خلالها التمهيد للقاء يخرج اليمن من مخاطر ما يتهدده.
عكاظ