الأرشيف

عن الزحف الإيرانى مرة أخرى!

الأرشيف
السبت ، ١٤ مارس ٢٠١٥ الساعة ١٢:٠٧ مساءً

نادر بكار


لا يُمكن لعاقل فضلا عن متفهم ٍلمقاصد الشريعة الإسلامية أن يسعى بالفتنة الطائفية بين الناس لاسيما فى منطقة ملتهبة بطبعها مثل محيطنا العربى.. ولا يمكن له أيضا أن يرضى بزحف احتلال أجنبى إلى أرضه وأرض إخوانه فلا يجرؤ على المواجهة لمجرد أنه يخشى اتهامات بالطائفية..

ولا يُمكن لنفس العاقل أن يستبدل إرهابا وحشيا يعادى الإنسانية ويطمس الحضارة بإرهاب من نوع مغاير لا يختلف فى الأهداف كثيرا وإن تميز عنها بالنفس العنصرى الانتقائى.

للمرة الثانية فى غضون أسبوع واحد اتحدث عن إيران، وتحديدا عن امبراطوريتها التى أعلن عن وجودها رسميا مستشار الرئيس الإيرانى قبل خمسة أيام من الآن.

مشكلتنا كعرب أن أكثرنا تفاجأ وكأن الامبراطوريات تقوم بين يوم وليلة، مشكلتنا أن الأمر لم يكن محتاجا لتصريح «على يونسى» المستشار الإيرانى ليقرر حقيقة واضحة على أراضى الأمة العربية.. لكننا نحب أن نتفاجأ!

وكلما حذر أحد من فتنة طائفية ستحرق الأخضر واليابس جراء هذا التوسع الفارسى اتهموه مباشرة بأنه هو من من يزكى نار الفتنة ويزيد وقودها.. المثل العربى الشهير ينطبق بحذافيره هنا (رمتنى بدائها وانسلت)!

لم يستفد أحد من وجود داعش بالمنطقة قدر ما استفاد الأمريكيون والإيرانيون.. واشنطن سحبت بؤرة الإرهاب من أفغانستان إلى قلب المنطقة العربية، وشغلت بها أكبر دولها واستنزفت طاقاتهم ونشرت الرعب بين مواطنيهم من التمدد السرطانى اليومى لداعش وأخواتها.. سيطرة أمريكية غير مباشرة على منطقة مضطربة ستغرق فى مشاكل تداعيات الإرهاب ربما لعقود قادمة.. هكذا يأملون!

والإيرانيون حققوا ما سعوا إليه منذ وصول الخومينى إلى سدة الحكم فى طهران قبل خمسة وثلاثين عاما ، الهلال الفارسى ــ ولا أقول الشيعى ــ أصبح حقيقة بل وأُضيف إليه اليمن وربما (البحرين) قريبا.. مفاوضات (النووى) مع واشنطن ستثمر تراجعا إيرانيا أو سمِّه تأجيلا للحلم النووى، فى مقابل غض الأمريكيين الطرف عن احتلال بلادنا!

 

/الشرق المصرية/

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)