علي البخيتي
مهما كانت الجرائم التي وجهت أو ستوجه الى سام الأحمر فان له علينا أن ندافع عن حقوقه كمواطن وكسجين هو وغيره من المسجونين لدى أنصار الله أو بتوجيهات منهم في أجهزة الشرطة المختلفة، وأول هذه الحقوق أن يتمكن من الاتصال بوالدته وزوجته وبقية أفراد أسرته.
ما ذنب بنت الشيخ سنان أبو لحوم والدة سام لتُحرم من الاطمئنان على ولدها حتى باتصال عبر التلفون أو بزيارة الى السجن، ما ذنب زوجته وأولاده؟، يجب كذلك أن يسمح له بتوكيل محامي للدفاع عنه والاطلاع على التهم المنسوبة اليه وسير عملية التحقيق.
توصلت معي عبر التلفون خالة سام وأخته التي قالت: من حقنا أن نسمع صوت سام أو نزوره في السجن، وأضافت أنهم يموتون في اليوم عدة مرات خوفاً على حياته، وأضافت ان والدتها –ام سام- تعتقد أن ابنها مات وتتساءل: اذا كان حي لماذا لا يسمح لنا الحوثيون حتى بسماع صوته؟، هذا ابني من حقي ان اعرف هل هو ميت أم حي، لماذا يتعامل معنا الحوثيون هكذا؟.
لقد حُرمت –وغيريي الكثيرون- في سجن الأمن السياسي في عام 2008م من تلك الحقوق لأشهر، وكنت أفتقد الى أولادي "توجان وجوليا ومصبار" وكل أفراد أسرتي، واعرف كيف كانت والدتي وزوجتي وخوالاتي ينتحبن بكاءً كلما تذكرن أني في السجن، واعتقد أن هذا هو حال أسرة سام وغيره من المعتقلين، لذا لن أدافع عن من يمنع حقوق أي سجين مهما كانت التهم الموجهة اليه، ولن أبرر تكرارها على غيري مهما كانت الظروف والملابسات، لأني جربت معاناة وألم السجن ليس على السجين فقط إنما على أفراد أسرته.
تضامني الكامل مع المواطن سام الأحمر حتى يحصل على كامل حقوقه التي نص عليها قانون الاجراءات الجزائية، وتضامني مع والدته وزوجته وكل فرد من أسرته حتى يتمكن من رؤيته والاطمئنان عليه، وأتمنى من أنصار الله ومدير أمن العاصمة العميد عبدالرزاق المؤيد سرعة معالجة قضية سام وتمكينه وتمكين أسرته من الحقوق التي كفلها لهم القانون.
بمجرد كتابتي السطور أعلاه وتنزيلها في صفحتي على الفيس بوك تعرضت لحملة شرسة وفاجأتني ردات فعل البعض من الذين كنت أعتقد أنهم جزء من أكثر الأطراف انتصاراً لحقوق الإنسان بسبب ما تعرضوا له من قمع وحروب وسجون خلال الأعوام الماضية، لكني أكشفت شيء آخر وهو أن جزء من المجتمع أصبح مريض بسبب الحروب والصراع السياسي والتحريض المتبادل، تكتب عن حقوق سام الأحمر كمواطن وكسجين في الاتصال بوالدته وطمأنتها عليه فيرد عليك البعض وما ذنب أسر الذين اغتالهم سام الأحمر وكيف تدافع عن قاتل!!
يظهر أنه لم يعد هناك تمييز، فحتى لو ثبتت كل التهم المنسوبة الى سام وتم تحميلة كل جرائم الاغتيال والسطو والتقطع وما شئتم من الجرائم تبقى له حقوق المواطنة وحقوقه كسجين، وتبقى لوالدته وزوجته وأولاده حق في ان يسمعوا صوته ويزوروه في زنزانته، ولا أدري ما علاقة التهم الموجهة لسام بحرمانه من تلك الحقوق؟!!.
ما الذي أوصل المجتمع الى هذه الحالة، كل طرف يصل الى السلطة يكرر أخطاء من سبقه ويسوق نفس الخطاب والمبررات، ويأتي المطبلون لذلك الطرف لتبرير تلك التجاوزات، لم اطالب بإطلاق سام، ولم اطالب بالعفو عنه، ولم اطالب بإغلاق ملف التحقيق، ولم اشكك في شرعية ما يتعر ض له مع أن هناك مآخذ كثيرة، فقط طالبت بأن يسمح له بالتواصل مع اسرته، فجن جنون البعض وتهجم علي بألفاظ أقل ما يقال عنها أنها ساقطة، وتذكرت التيارات السياسية التي سبق وكانت السلطة في يدها وكيف أنها كانت تمارس نفس الدور ضد أنصار الله، وتقوم فرقة التطبيل التابعة لذلك التيار بتبرير وتحويل أخطائه الى ضرورات وقلت في نفسي: "يظهر أننا أمام حالة يتقمص فيها الضحية سلوك ومساوئ الجلاد".