رأي الراية

إنّ إعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مدينة عدن عاصمة لليمن واعتبار صنعاء محتلة من قبل الحوثيين يرسل رسالة واضحة للحوثيين بأن الشعب اليمني والمجتمع الدولي لن يعترفا بانقلابهم واستيلائهم على مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية بالقوة العسكرية من أجل فرض واقع جديد مرفوض بشكل قطعي من الجميع وأن هذا الإعلان ليس هدفه التسويق الإعلامي وإنما هو رسالة واضحة بأن الشعب اليمني لن يتراجع عن موقفه من الحوثيين وممارساتهم وأن عدن ستكون عاصمة مؤقتة لكل اليمنيين، ولذلك فإن هذا القرار جريء وشجاع.

من المؤكد أن إعلان الرئيس هادي أن عدن ستكون العاصمة المؤقتة لليمن يجب أن يشكل البداية للمعركة الحقيقية مع الحوثيين خاصة بعدما نجح الشعب اليمني في حصارهم وتجريدهم من الاعتراف الدولي أو الإقليمي وفضح ممارساتهم وفشلهم في إدارة مؤسسات الدولة التي احتلوها. ومن هنا فإن المطلوب العمل بالجدية والإخلاص لإنجاح المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل التي توافق عليها جميع اليمنيين بمختلف أطيافهم وهذا مرهون ببناء شراكة حقيقية تنقذ اليمن من وضعه المتأزم وتخرجه من أزماته المتفاقمة التي وضعه فيها الحوثيون إلى بر الأمان".

فليس من المقبول بعد إعلان الرئيس بأن عدن ستكون العاصمة المؤقتة لليمن أن تماطل الأطراف اليمنية في الدخول في حوار وطني للخروج من المأزق، خاصة أن الجميع يدركون أن المستفيد الوحيد من هذا الوضع هم الحوثيون وبقايا نظام الرئيس المخلوع صالح الذين لايريدون الخير والاستقرار لليمن ولذلك فإن المطلوب استغلال الرفض الخليجي والعربي والدولي للانقلاب الحوثي والداعمين له في فرض المزيد من العزلة على الحوثيين وهذا لن يتم إلا بتسريع الاتفاق على مكان وموعد الحوار الوطني والإصرار على أن يكون مبنيًا على المبادرة الخليجية.

إن إعلان عدن عاصمة لليمن يمثل اختبارًا وامتحانًا لجميع القوى السياسية اليمنية الرافضة لانقلاب الحوثيين من أجل الاصطفاف للعمل مع الشرعية الدستورية لإنقاذ اليمن من خلال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها جميع اليمنيين بمختلف أطيافهم وأن أي تخاذل أو مماطلة سيمنح الحوثيين المزيد من الفرص لفرض إرادتهم على الشعب اليمني ما سيقود إلى تفتيت وحدة اليمن إلى دويلات صغيرة تقاتل بعضها بعضًا ودخوله في مستنقع اللااستقرار وهذا ما يهدف إليه الحوثيون ومن يدعمهم داخليًا وخارجيًا، ولذلك فإن المطلوب تفويت الفرصة عليهم وإن إعلان الرئيس هادي أن عدن ستكون عاصمة مؤقتة لليمن يشكل البداية الحقيقية للمعركة مع الانقلابيين كما أن هذا الإعلان يؤكد للجميع أن اليمن لديه رئيس شرعي وعاصمة شرعية وأن أي إجراء اتخذه الحوثيون غير شرعي ولن يعترف به الشعب اليمني الذي سيعمل بكل قوة لاستعادة عاصمته صنعاء المحتلة من قبل الحوثيين.