رأي الشرق
إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي امس أنه يعتزم اعلان عدن عاصمة مؤقتة لليمن، هو اجراء من الواضح ان الظروف الحالية هي التي اقتضت اللجوء إليه، بعد ان بات متعذرا إدارة الدولة من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون.
لقد تحولت عدن فعليا الى عاصمة للبلاد منذ نجاح الرئيس هادي في الوصول اليها، بعد إفلاته من حصار جماعة الحوثي وخروجه من مقره الرئاسي في صنعاء، حيث باتت هذه المدينة قبلة لزيارات المسؤولين الاجانب الرسمية، ومقرا لسفارات الدول الشقيقة والصديقة لليمن التي تعتبر ان الشرعية الوحيدة في اليمن هي شرعية الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي.
هذا القرار الذي يستعد هادي لإعلانه بعد استكمال الإجراءات القانونية والدستورية اللازمة، يبقى اجراء مؤقتا فرضته الضرورة، لتمكين الرئيس اليمني من القيام بواجباته الدستورية لمواجهة الواقع الحالي البالغ التعقيد، الذي يهدد بانزلاق اليمن الى أتون حرب اهلية وتعريض البلاد إلى خطر الانقسام.
وعلى الرغم من هذا الاجراء "المؤقت" بشأن عدن، ستظل صنعاء عاصمة اليمن الموحد، طال الزمن او قصر، ذلك ان الرئيس اليمني الذي يحظى بدعم خليجي وعربي ودولي واسع في مواجهة الحوثيين، وبسند شعبي كبير في الداخل تعبر عنه المظاهرات اليومية المساندة له في شتى المحافظات بما فيها صنعاء، مطالب بالتصدي لأبرز التحديات التي تواجه البلاد، وفي مقدمتها الحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله والمحافظة على كيان الدولة ومؤسساتها.
ان الدول العربية يقع على عاتقها عبء كبير في تقديم الدعم والعون لليمن وللشعب اليمني، لمساعدته على انجاح الحوار بين الفرقاء برعاية جمال بنعمر مبعوث الأمم المتحدة، والذي يستند الى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، بما يقود إلى بناء شراكة حقيقية بين كل الاطراف، بحيث توفر معبرا آمنا يجنب البلاد المخاطر الجسيمة المحدقة بها.