خالد الجابر
زيارة أمين عام مجلس التعاون الخليجي، ولقاء الرئيس المستقيل أرسل رسالة للجميع بأن دول مجلس التعاون جددت دعمها للوضع السابق قبل انقلاب الحوثيين، تبعه عودة سفراء كل من السعودية، وقطر، والإمارات والكويت وبقية بعثات دول مجلس التعاون على الطريق للممارسة عملها من عدن، مما يعني نقل الصراع في اليمن إلى إرهاصات مرحلة جديدة مفتوحة على السيناريوهات كافة أهمها تقسيم اليمن إلى يمنين بين عدن وصنعاء. المشهد وتطوراته يدل على أن دول الخليج ما زالت غير قادرة على صياغة إستراتيجية واضحة وفعالة الأمر الذي قد يعمق من الأزمة اليمنية.
فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي أكد في تقريره الأخير، أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح هو الذي لعب دور الشيطان الأكبر في الأزمة اليمنية، وهو سهّل لكل من الحوثيين وتنظيم «القاعدة» توسيع سيطرتهم في شمال اليمن وجنوبه، وأنه يواصل إدارة شبكة مصالح مالية وأمنية وعسكرية وسياسية واسعة النفوذ في اليمن مكّنته فعلياً من تجنّب أثر العقوبات المفروضة عليه بموجب قرار مجلس الأمن 2140، وأشار التقرير إلى انه جمع ما قد يصل إلى 60 بليون دولار خلال 30 سنة تولى فيها رئاسة اليمن، وذلك من خلال الفساد والاختلاس والعمولات المفروضة على شركات النفط، وأنه وزع أمواله على نحو 20 دولة بأسماء شركات وأفراد آخرين.
من ناحية أخرى تحاول طهران تغيير التوازنات الإقليمية لصالحها من خلال السيطرة على العاصمة العربية الرابعة صنعاء بعد كل من بغداد ودمشق وبيروت، وهي نجحت في استخدام أدوات التوتر الطائفي، الأمر الذي ساعد في تصاعد العنف بين السنة والشيعة وفاقم من مشكلة التطرف والإرهاب بزيادة التوتر والصراع من ناحية في هذه العواصم العربية المحتلة، وجذب المحاربين الجهاديين من كل أرجاء المعمورة من ناحية أخرى، وفي اليمن ربما يتم استدعاء تنظيم “داعش” كتطرف سني مقابل لتطرف الحوثي الشيعي ما يعطي العمليات الإرهابية بعدا عقائديا ومذهبيا مغايرا، وهنا مكمن الخطر في الصراع اليمني، ما ينذر بعواقب وخيمة تهدد المنطقة بأسرها والعالم أجمع.
/بوابة الشرق القطرية/