الأرشيف

اليمن .. نداء الاستغاثة

الأرشيف
الاربعاء ، ٠٤ مارس ٢٠١٥ الساعة ١٢:٤٥ مساءً

رأي الشرق


الدعوة التي أطلقها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، والتي تتعلق بنقل الحوار بين الأطراف السياسية في اليمن، إلى مقر مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في العاصمة السعودية الرياض، هي دعوة تأتي في الوقت المناسب، نظرا إلى التعقيدات الكثيرة التي أصبحت تحيط بالقضية اليمنية، والتحديات والمخاطر التي تواجه الشعب اليمني الشقيق وتنذر بانزلاق البلاد في أتون حرب أهلية على غرار النموذج السوري الذي أفضى إلى كارثة باتت تهدد السلم والأمن الدوليين.

وتبدو دعوة الرئيس هادي الذي يمثل الشرعية الوحيدة في اليمن، لنقل الحوار بين القوى السياسية إلى مقر مجلس التعاون، مقروءة مع التطورات الأخيرة والظروف التي نجمت عن سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء والأوضاع المتوترة في العاصمة، دعوة منطقية ولها ما يسندها من المبررات .. وأول تلك المبررات التي تعضد من جدوى هذه الدعوة، تعذر عقد الحوار الوطني في العاصمة صنعاء التي ينظر اليها البعض على أنها محتلة من قبل الحوثيين، بجانب عدم قبول البعض بنقل الحوار إلى مدن أخرى داخل البلاد مثل تعز أو عدن. وثاني تلك المبررات وهو المبرر الاهم، وهو ان العملية السياسية في اليمن تقوم في جوهرها على بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي يشرف عليها مجلس التعاون، وبالتالي فان نقلها الحوار الى مقر مجلس التعاون يساعد الأطراف كافة على الالتزام بروح المبادرة والوصول الى وفاق وطني شامل لانقاذ اليمن من الانهيار.
إن استجابة الأطراف المعنية كافة بالوضع في اليمن في الداخل أو الخارج، لطلب الرئيس الشرعي بنقل الحوار بين القوى السياسية إلى مقر الامانة العامة للمجلس في الرياض، يضع دول مجلس التعاون أمام مسؤولياتها التاريخية في الحفاظ على وحدة اليمن ومساعدته على العبور إلى بر الأمان في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الأشقاء في اليمن.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)