رأي الشرق
دخلت الأزمة اليمنية بالأمس منعطفا خطيرا بتوقيع الحوثيين اتفاقية نقل جوى مع إيران تسمح بتسيير 14رحلة طيران أسبوعية بين طهران وصنعاء؛ حيث جاءت تلك الخطوة الحوثية منفردة بعيدا عن السلطات اليمنية الشرعية؛ لتؤكد وترسخ سيطرة واحتلال هذا الفصيل اليمنى على العاصمة صنعاء؛ والغريب ان تلك الخطوة جاءت بمثابة تحد حوثى صارخ للقانون الدولى من جهة ولحالة العزلة الاقليمية والدولية التى فرضت عليهم منذ سيطرتهم على صنعاء قبل ستة أشهر!!
لا نعرف بالضبط اى صفة تلك التى خولت للحوثيين الاقدام على تلك الصفقة والخطوة الاستفزازية؛ ليس للشعب وللقيادة اليمنية الشرعية فحسب بل للمحيط الاقليمى العربى؛ فضلا عن كونها خطوة من شأنها ان تعمق الخلاف بينهم وبقية الشعب اليمنى وتضع الازمة فى نفق اكثراظلاما؛ كما تكشف فى ذات الوقت عن حالة "التربص الايرانى" والتى تصل الى التآمر المرفوض على اليمن ؛ وذلك بتغليب طهران فصيل عن اخر؛ وهوما يعتبرتدخلا فاضحا يصب الزيت على النيران؛ لافشال خطة مجلس التعاون الخليجى لانتقال السلطة فى اليمن والتى أبرمت عام 2011 .
لا نرى أن هناك أية قيمة "وطنية مسؤولة" لمثل تلك الخطوة من الحوثيين؛ بفتح اجواء وابوب اليمن على مصراعيها امام ايران وشركات طيرانها التى بدأت بالفعل امس فى تسييراولى رحلاتها الى صنعاء؛ سوى انها "انفلات" عن المنظومة اليمنية الوطنية ؛ و"انفتاح طائفى" مقيت على ايران فى الوقت غيرالمناسب وبالاسلوب الخطأ؛ بدلا من الانفتاح على الشرعية وأصوات الاشقاء بالوطن والاستجابة لدعواتهم ؛ ورفع أيديهم عن صنعاء ومغادرة قصر الرئاسة والقاء السلاح لكى تعود للدولة هيبتها ؛ وحتى يخرج اليمن من ازمته وتتفرغ مؤسساته للتنمية ؛ لكى يعود اليمن معافى وفاعلا الى محيطه الاقليمى والعربى.
الحوثيون مطالبون بالتخلى فورا عن أحلامهم وأطماعهم فى حكم اليمن والقفزالى السلطة بقوة السلاح ؛ بدلا من صناديق الانتخاب كما هو الحال فى الديمقراطيات التى تحترم إرادات الشعوب؛ وفضلا عن ذلك فان المسؤولية الوطنية تحتم قياداتهم ان يكفوا عن اثارة الجوارالعربى ضدهم حتى لا تغرق كل المنطقة فى الفوضى بسبب تعنتهم واستهانتهم بمطالب الاشقاء لارضاء سياسات وتوجهات الاصدقاء...
ارفعوا أيديكم عن صنعاء حتى نضع اليمن بكامله على طريق العودة الى "السعادة" كما كان.