الأرشيف

اليمن السعيد مرة أخرى!

الأرشيف
الاثنين ، ٠٢ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٢٥ مساءً

د. علي حمد إبراهيم


الصور الخارجة من اليمن وهي تحدث عن فوضى عارمة تخلقها التحزبات الطائفية والقبلية والسياسية، تقول بالصوت والصورة، إن هذا الذي نشاهده اليوم ليس هو اليمن السعيد الذي يقدمه لنا التاريخ القديم ورواته: يمن كان سعيدا بشعبه وحضارته وثقافاته، وسير ملوكه الذين سارت بذكرهم الركبان حتى تحول بعضهم إلى أيقونات تاريخية أسطورية مثل ملوك بني حمير وبني ذي يزن. وزاد المولى تبارك تعالى اليمن وشعبها شرفا بأن جلل اسمها، وأسماء ملوكها وقصصهم وجعلهم قرآنا يتلى أبد الآبدين. 

تقول الحكمة المتداولة إن الإنسان بطبعه يمضي إلى الأمام. ولا يسير إلى الخلف. مع الأسف الشديد الصور التي تتقافز أمام أعين مشاهدي القنوات الفضائية العالمية خارجة من اليمن تقول عكس هذه القناعات الأزلية. وتحكي بالصوت والصور مأساة بلد سار ويسير إلى الخلف.
نفس البلد الذي وصفه التاريخ القديم بأنه اليمن السعيد، يكاد الطائفيون والقبليون أن يحولوه إلى أثر بعد عين. ويأهلنا في اليمن الذي كان سعيدا بشهادة القرآن والتاريخ: هل تتعظون من عبر التاريخ وعظاته. هذا هو القرآن الكريم يقصّ علينا وعليكم أخبار أجدادكم وما لاقوه من شظف الحياة وعنتها جراء غمطهم للحق واتباع أهواء النفس وشياطينها الأمارة. وهى قصص ينتفع بها من يلقى السمع وهو شهيد. وسيروغ عن حكمها البالغة أشقياء زمانهم، إذ لا يسمعون ولا يتعظون.
قصص تنزلت من لدن حكيم عليم يقص الحق وهو يهدي السبيل. الذين يدمرون أمن شعبهم منكم سيبخسهم التاريخ بضاعتهم المزجاة غدا.
وسيبخسهم أشياءهم. فلينظر أهل اليمن اليوم في الإرث الذي يشرفهم أن يورثونه لأبنائهم وأجيالهم القادمة من بعدهم. من يقبل بتحمل وزر ضياع اليمن السعيد، حتى يصبح أثرا بعد عين. مسؤولية عظيمة يبدو أن الذين ابتدروا محن اليمن الحالية لم يغوصوا في مآلاتها البعيدة والنتائج المترتبة عليها. لا جدوى من عظة توجه إلى الذين أغلقوا مداركم عن السمع من غلاة التعنصر المذهبي والقبلي. ولكن يبقى الأمل في الأجيال الصاعدة من شباب اليمن.
على الذين فجروا الثورة أول مرة أن يدركوها ويعيدوا قيادها إلى جادة الطريق.

 

/نقلا عن بوابة الشرق القطرية/

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)