محمد عزان
يكاد العقلاء من فُرقاء العمل السياسي يتفقون على أهمية العودة إلى التوافق والحوار لاستكمال العملية السياسية المُضَمَّنة في مخرجات الحوار الوطني الشامل، والتي في ضوئها تمت صياغة مسودة الدستور بمشاركة الجميع.
الاختلاف فقط في استيعاب الملاحظات، وكيفية التنفيذ وآلياته، والضمانات التي يطمئن إليها الفرقاء.. فلم لا يتفق الجميع على:
1. بقاء الوضع على ما كان عليه عند تشكيل حكومة الأستاذ خالد بحاح، بشرط أن تُقيد صلاحية الرئيس والحكومة في التعيينات والصرفيات والتوظيف، ويقتصر عمل الحكومة على تسيير شؤون الناس، وتلتزم مختلف التيارات بأن لا تتدخل في شأنها ولا تنوب عنها في عملها.
2. يتوافق الجميع على مجلس قيادي محايد للجيش، ويوكل إليه أمر توحيد الجيش ترتيباً وإدارة، وتُحرَّم المحاصصة في قيادة الجيش، تُمنع الحزبية، ويُقسم الجنود والقادة على الولاء للوطن، وحماية الشعب، وتنفيذ الدستور، ليكون الجيش قوة للبلاد وحامياً للعباد فقط.
3. يتم تشكيل مجلس وطني لا يتجاوز أربعين شخصاً، تقتصر مهمته على تعديل المواد المختلف عليها في مسودة الدستور ولو على نحو تقريبي، والإشراف على الاستفتاء عليه خال شهرين بواسطة البطاقة الشخصية إذ لا يشترط في ذلك الدقة الكاملة، لأن الدستور مما يمكن تعديله بعد ذلك عبر الوسائل الدستورية.
4. يتجه الجميع بعد ذلك إلى انتخاب رئيس للجمهورية (وفق الدستور) لمدة سنتين يجري فيها تشكيل حكومة مؤقتة. وحتى لا يكثر النافس عليها؛ يقتصر عَمَلها على تنفيذ برنامج معين، اهم ما فيه الإشراف على إجراء انتخابات برلمانية وفق الدستور الجديد، ولو بمستوى 60% من النزاهة والشافية المُهم نمشي في الطريق.
5. يتم إقرار وثيقة خاصة بشأن الأقاليم، توضع فيها خيارات واضحة، يمكن الاستفتاء عليها، وتحدد الوثيقة آلية وزمان الاستفتاء عليها، ويكون المجتمع الدولي شاهد عليها.
قد يكون في بعض ما ذكرت مثالية، ولكنها ليست مستحيلة بل ستكون واقعية إن صلحت النواياً، وصدق الساسة فيما يدعون من حرص على الشعب، لأننا بذلك سننتقل إلى وضع جديد نسبياً لن تتضرر فيه البلاد كثيراً، وإن تضررت بعض الأحزاب والقوى السياسية فبإمكانها أن تَجبر ضَرَرها في الدورة القادمة، والدنيا حق الله، فلا القوي ولا الضعيف يبقى كذلك دائماً، وهزيمة حزب أو جماعة أهون من خراب بلد وتشريد أهله، وكم من هزيمة أعقبها فوز، فقد غُلبت الروم ولكنهم من بعد غَلَبهم سيغلبون.
قاربوا الأمور تقرب والأمور لا يمكنها أن تحسم دفعة واحدة و(من كد الوعاء كسره)، فليس فينا حَيْل للنموذج: اللبيي، ولا السوري، ولا العراقي، ولا الصومالي.
يا جماع الخير .. من أجل اليمن خلونا على نموذج: أطاعك صاحبك وإلا فطيعة .. !! وتكتيك: كن ذَنَباً في الخير ولا رأساً في الشر.