محمد أحمد الحساني
لاحظت أن زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي يقلد في حركاته وكلماته وتصرفاته حسن نصر الله زعيم حزب الله في لبنان، فلعله معجب به وبما حققه من شهـرة وما وصل إليه من هيمنة على الشؤون اللبنانية حتى أصبح بيد نصر قرار إعلان الحرب في أي وقت يشاء بغض النظر عما سوف تحدثه مغامراته من خراب ودمار وما ينتج عنها من ضحايا بالآلاف كما جرى في عدة حروب كان آخرها في عام 2006م، معطيا نفسه ذلك الحق دون أن يأبه برئيس جمهوريـة أو رئيس وزراء أو أعضاء برلمان أو شعب مادام أن الذي يحركونه ضمنوا حتى الآن سلامته الشخصية ومادام أن الجهل في طائفته بلغ إلى حد أن تهتف امرأة من جماعة بقولها : إنها فداء لصرمته أي جزمته أو كندرته أو مداسه العريض؟.لقد أطلق اسم «أنصار الله» على طائفة الحوثيين مقابل «حزب الله» الذين يقودهم نصر الله ووضع الحوثي العاصمة اليمنية تحت هيمنته وعطل الدولة ومؤسساتها وأخذ يتبجح بقوته وقدرته على تسيير أمور وشؤون اليمن حسب هواه وما يراه وكذلك فعل نصر الله من قبل مرة عن طريق الثلث المعطل ومرة عن طريق إعاقة انتخاب رئيس للجمهورية ومرة ثالثة عن طريق تعطيل الحياة في بيروت ولبنان بصفة عامة ومنع البرلمان من الانعقاد ونشر الفوضى والمسلحين في الشوارع والمماطلة في الالتزام بأي استحقاق لبناني يراد منه إنهاء حالة التوتر والضياع السياسي والتراجع الاقتصادي والسياحي وإذا كان نصر الله لم يعلق عن نيته في أن يصبح حاكم لبنان رسميا فإنه يحكمه فعليا وبمساندة إيـران وبموافقة أو صمت أو عجز إقليمي ودولي، فإن الحوثي أعلن عن طموحاته السياسية في أن يكون سيد اليمن بلا منازع، وهذا لا يعني أنه قادر على تحقيق تلك الطموحات، ولكن خطواته وتصرفاته وخطبه الرنانة تؤكد أنه أصبح لا يرى في المرآة غير نفسه وأن الدولة اليمنية بكل مكوناتها السياسية والقبلية، أصبحت في قبضته الحديدية.. فهل سينال ما أراد.