مأساة جديدة حلت بالأمة العربية، ومشهد مؤلم يكاد يتكرر هذه المرة في اليمن، اليمن السعيد كما نقل لنا التاريخ، يمن العروبة والحضارة، يمن الاصالة والشموخ، هو اليوم بقبضة العصابات المسلحة، عصابات كشفت عنها الأيام بأنها معتدية وباغية ومتسلطة تريد أن تحول اليمن إلى مزار جديد وقبلة تابعة للامبراطورية الفارسية، في مشهد طبق الاصل لما يحدث في لبنان وسورية والعراق، وهذه المرة بالأسلوب الحوثي الذي جاء إلى المشهد بكل براءة يحمل هموم الشعب وتذمره من غلاء المشتقات البترولية وغلاء المعيشة،عن طريق الاعتصامات وسد الطرق واقا?ة الحواجز، ولكن فجأة كشف عن وجهه القبيح، الوجه الدموي المتسلط وبات يعيث فسادا في الارض يمارس كل أفعال العصابات من قتل وخطف وتكميم للأفواه، ومصادرة للحريات، وبدأ يتمدد بالمحافظات اليمنية، كما هو واضح للعالم أجمع، بل بدا واضحا أن العصابة الحوثية تتحدى مجلس الأمن برفضها لكافة القرارات الأممية المتعلقة بانسحابها من العاصمة صنعاء وجميع مؤسسات الدولة.
الوضع ينذر بخطر شديد وكبير ليس لليمن فقط وانما لجميع الدول المحيطة باليمن، لذا يتوجب على دول مجلس التعاون تحديدا الجهوزية الكاملة لتداعيات الأحداث في اليمن عبر تطوير المنظومة العسكرية والأمنية وتجاوز كل الخلافات، اليوم على دول مجلس التعاون مسؤولية كبيرة في توفير الأمن لشعوب المنطقة ولجميع المنافذ البحرية، والمحافظة على تصدير النفط الخليجي بصورة آمنة، فليس بعد تمدد عصابات الحوثي خطرا أشد منها، كما يجب على دول مجلس التعاون تقديم كل أنواع الدعم السياسي والمالي لليمن بما يساعد على استقراره وتنميته، فاليمن جز? لا يتجزأ من المنظومة الأمنية الخليجية.
نسأل الله العلي العظيم أن يحفظ اليمن سعيدا موحدا، يعم في ربوعه الخير والسلام وأن يحفظ الله خليجنا آمنا ويحفظ حكامنا ويوفقهم ويسدد خطاهم.