الأرشيف

البيان الخليجي: المسألة اليمنية مسؤولية دولية

الأرشيف
الاثنين ، ١٦ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٠١:٣٠ مساءً

د. إبراهيم النحاس


تكتسب دعوة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لتدخل مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرارات تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة أهمية كبيرة من عدة جوانب: أولاً: أنها ترسل رسالة مباشرة لجماعة الحوثي التي انقلبت على السلطة الشرعية في اليمن بأنها لن تكون مقبولة من الدول الخليجية حتى لو استطاعت أن تثبت سلطتها وتدعم تواجدها. ثانياً: على الدول التي تدعم جماعة الحوثي وعلى رأسها الدولة الإيرانية أن تكف عن التدخل في اليمن وأن تتوقف عن دعم طرف ضد طرف آخر. ثالثاً: سيجد اليمنيون الرافضون للانقلاب الحوثي دولاً تدعم مطالبهم الشرعية المتمثلة بعودة السلطة الشرعية برئاسة السيد عبد ربه منصور هادي وحكومته. إذا كانت هذه بعض النقاط المتعلقة بأهمية الدعوة الخليجية لمجلس الأمن، فإن دول الخليج أرادت أن تقول بأن المسألة اليمنية وحفظ الأمن والاستقرار فيه مسؤولية دولية تقع على جميع الدول وليس فقط دول مجلس التعاون الخليجي؛ فالدول الرئيسية دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي تقع عليها مسؤوليات كبيرة تجاه اليمن وأمنه واستقراره، وذلك بفرض القانون الدولي الذي يمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وفي نفس الوقت يقف ضد دعاة الفوضى وعدم الاستقرار، ومما يضيف للدعوة الخليجية أهمية كبيرة هو وجود تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن والذي بدأ يستفيد من الفوضى وغياب السلطة الشرعية في اليمن، فمثل هذه التنظيمات الإرهابية تحتاج عملاً دولياً مشتركاً على أعلى المستويات وتحت نظر العالم أجمع حتى يتضح من يدعم الإرهاب والتنظيمات المتطرفة ومن يقف ضدها. ولعلي أختم بالقول إن الدعوة الخليجية لمجلس الأمن هي دعوة ذكية في أهمية إشراك المجتمع الدولي في المسألة اليمنية لأهميته لأمن واستقرار المنطقة والعالم بحكم موقع اليمن الجغرافي، فمن يتطلع للاستفادة من الأمن والسلم والاستقرار العالمي عليه أن يساهم في تثبيته وتدعيمه.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)