رأي الراية
إن الرفض المحلي والإقليمي والدولي لانقلاب الحوثيين باليمن يؤكد أن الحركة دخلت في ورطة وأدخلت اليمن في نفق مظلم باعتبار أن ما أقدم عليه الحوثيون يعد كما أكد مجلس التعاون الخليجي نسفًا كاملاً للعملية السياسية السلمية باليمن والتي شاركت فيها كل القوى السياسية اليمنية، وأن هذا الانقلاب يمثل استخفافاً بكل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت مخلصة للحفاظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني. ولذلك فإن محاولات عبد الملك الحوثي زعيم الانقلابيين التبرير لهذا الانقلاب المرفوض يمنياً وخليجياً وعربياً ودولياً لن تجدي لأن ما أقدمت عليه حركته بإصدار ما يسمى بالإعلان الدستوري يعد انقلاباً على الشرعية الدستورية باليمن ويتعارض مع القرارات الدولية المتعلقة باليمن، وما نصت عليه المبادرة الخليجية، التي تبناها المجتمع الدولي ووقع اليمنيون بمقتضاها على اتفاق السلم والشراكة الذي أجهضه الحوثيون بانقلابهم واغتصابهم الدولة اليمنية بجميع مؤسساتها.
إن الانقلاب الحوثي يمثل تصعيداً خطيراً وبالتالي فهو مرفوض يميناً وخليجياً وعربياً ودولياً ولا يمكن قبوله بأي حال لأنه يتناقض بشكل صارخ مع نهج التعددية والتعايش السلمي الذي عرف به المجتمع اليمني، كما أنه يعرض أمن اليمن واستقراره وسيادته ووحدته للخطر ومن ثم فإن الرفض الخليجي والعربي للانقلاب جاء باعتبار أن ما يهدد أمن اليمن وسلامة شعبه يعد تهديداً للأمن الخليجي ولأمن المنطقة واستقرارها ومصالح شعوبها وتهديداً للأمن والسلم الدولي ومن هنا فإن على الحوثيين أن يدركوا أن انقلابهم لن يقود اليمن إلا لمزيد من العنف والصراع الدامي وأن المطلوب من المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ليس لإدانة هذا الانقلاب وشجبه وعدم الاعتراف بتبعاته وإنما اتخاذ موقف جماعي واضح يعيد لليمن شرعيته المغتصبة من خلال إجراء صارم يضع حداً لهذا الانقلاب الذي سيدخل اليمن ومستقبل شعبه في نفق مظلم.
من المهم أن يدرك زعيم الحوثيين أن محاولات تبرير الانقلاب والقول بأنه يهدف إلى إنهاء حالة الفراغ التي تعيشها البلاد غير مقبولة باعتبار أن هذا الانقلاب سيدخل اليمن في نفق مظلم وفراغ سياسي وأمني كما أنه سيقود إلى تقسيم اليمن ولذك فهو خطوة متهورة وغير موفقة وغير مدروسة ولذلك فإن المطلوب من الحوثيين أن يعيدوا النظر في مواقفهم بالتخلي عن الانقلاب وأن يدركوا أن اغتصاب الدولة اليمنية وجعلها رهينة لتنظيم واحد غير مقبول وأن الحوثيين بإصرارهم على تبني مواقف أحادية بانقلابهم على الشرعية قد رهنوا اليمن لإرادتهم، الأمر الذي سيشجع الآخرين لاتخاذ مواقف مماثلة خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تحيط ببلادهم والرفض الشعبي الواسع للانقلاب ومن هنا فإن الحوثيين مسؤولون مسؤولية مباشرة بإدخال اليمن في هذا النفق المظلم بسبب إصرارهم على المضي بمخططاتهم الانفرادية والاستعلائية لتغيير هوية اليمن السياسية والعسكرية في سابقة تاريخية خطيرة لم تحدث من قبل.
