دهشة اللبيب لاتوصف من هذا الضخ العنصري الجديد العنيف المتزايد، لتصفية كل الأطر والمكونات من العناصر الهاشمية أيا كان فكرها وسلوكها وولاؤها، بوصفهم جميعا أدوات هدّامة في منظومة الهاشمية السياسية، وكل يقوم بدور مرسوم له، وأيما اعتقاد بخلاف ذلك فسذاجة سيعض المجتمع اليمني أنامل الندم بسببها عاجلا أو آجلا!
أحسب أنه لن يهدأ بال لهذه الأصوات المريبة أو الحمقاء أو المنفعلة بعامل ردّ الفعل الأهوج، الداعية إلى تفريغ أو "تطهير" كل المكونات السياسية ومختلف المواقع من الأفراد الهاشميين تحت لافتة محاربة (العنصرية)، ولن يقرّ لهم قرار حتى يجدوا كل المكونات السياسية -وبالأخص حزب الإصلاح وهو بيت القصيد غالبا- قد انشقوا وتمزّقوا وليس أفرغوا من العناصر الهاشمية فحسب.
كأنما هناك من يصرخ بأعلى صوته بلسان حاله أو مقاله:
فجّروا الإصلاح -بالخصوص- من داخله برمي الهاشميين -وأولهم القيادات الإصلاحية منهم- من شبابيك الإصلاح وأبوابه وأسطح المقرات والمكاتب لو استطعتم، واقذفوا بهم بعيدا، وهنا فإن المنتظر من هؤلاء الهاشميين أن يتجهوا أو بعضهم -ربما -نحو مربع الحوثيين، الذين لطالما حاول الأخيرون إقناعهم بمغادرة صفوف الإصلاح دون إعارة أكثرهم أسماعهم، وآن الأوان اليوم ليعزز هؤلاء جبهة الحوثيين السلالية المهترئة، فيؤكدوا بذلك نظرية الأخيرين التي لطالما كانوا يرددونها لإخوانهم من الهاشميين داخل الاصلاح بالخصوص، وحاصلها أن الاصلاح حزب عنصري معبأ بالنصب (كراهية الهاشميين)،وأنهم يُعمّمون ذلك على كل فرد هاشمي، بلا استثناء، وأن كثيرا منهم ظلوا مخدوعين بذلك عقودا، حين صدّقوا أن الإصلاح سيقبل بهم إلى النهاية، وهاهي ذي الحقيقة قد انكشفت اليوم، ومن ثم فليس لهم إلا حضن إخوانهم الهاشميين من الحوثيين!
ذلك يعني فيما لو تم لهؤلاء مايحلمون به -عن وعي أو غفلة- أن "يُطهر" الإصلاح من أي هاشمي على أي مستوى، فتتحقق الأمنية الكبرى التي لطالما دعا لها سرا وجهرا ، وخطط لها خصوم الاصلاح في الداخل والخارج، وتلكم هي إحداث الانشقاق الكبير في صفوفه وتفجيره من الداخل، لأن من الوارد جدا أن الهاشميين في إطاره لن يلزموا الصمت إلى الأبد، بل الأقرب أنهم سيحتجون على الظلم الذي بات مسلطا عليهم واستفحل دونما ردع، من طرفين متطرفين: أحدهما داخل الإصلاح وخارجه، والآخر داخل الحوثيين ومن على شاكلتهم، في حين صبر الشرفاء المتهمون بالعنصرية الهاشمية طويلا، متحمّلين أذى الطرفين، لكن ذلك لم يحل دون استمرار دعاة الكراهية والعنصرية الجدد باسم محاربة العنصرية في الضغط والحشد علّ هدفهم أن يتحقق.
هل هذا هو المطلوب إذن؟!
*أخيرا*
وفي إطار الحرص على التصنيف المتوقع لكل من يقول للمسلك الخاطئ كفى، لامناص من التأكيد على أن كاتب هذه السطور لاينتمي- بحسب معرفته بذاته- سلاليا إلى الهاشمية، ولا تنظيميا إلى الإصلاح أو سواه، ولكن ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت،وما توفيقي إلا بالله) .