أثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، وعندما كانت مليشيا الحوثي محصورة في بعض مديريات صعدة وحرف سفيان، كان ممثلوها في المؤتمر يقولون لممثلي الحراك: نحن مع حق تقرير المصير للجنوبيين، وتارة يقولون: نحن مع الفيدرالية، طمعاً منهم في أن يسيطروا على صعدة وشمال الشمال في نظام فيدرالي.
بعد مؤتمر الحوار انطلقت المليشيا من صعدة تجتاح مدن البلاد بفعل المكايدات السياسية حينها إلى أن وصلت المليشيات إلى عدن. وبعد إحكام سيطرتها على اليمن، أعلنت المليشيا رفضها لدعوات الانفصال، وقالت إنها جاءت إلى عدن لتأكيد وحدة اليمن، وصدرت خطاباً يرفض حتى الفيدرالية، التي تكفل شكلاً من أشكال الاستقلالية الإدارية والمالية. وأعلنت الحرب على مخرجات الحوار الوطني، وفِي مقدمتها تلك التي تخص تحول اليمن إلى النظام الفيدرالي، وصدعت جماعة الكهنوت رؤوسنا بدروس عن الوحدة اليمنية ، بل وعن الوحدة الإسلامية بشكل أعم وأشمل.
واليوم وبعد أن تقدم رجال الجنوب في البيضاء وتهامة وتعز، وبعد أن توافد المقاومون من الجنوب على جبهات صعدة، وبعد أن رأي الكهنوتيون الأرض تطوى من تحت أقدامهم، يطلق ناطق المليشيات محمد عبدالسلام غزلاً مكشوفاً وساذجاً للجنوبيين، ليعود الحوثيون إلى نغمتهم السابقة يوم أن كانوا يغازلون محمد علي أحمد بحق تقرير المصير. في جلسات الحوار الوطني.
أنتم حقيقة لستم مع استقلال الجنوب، ولستم مع وحدة اليمن، أنتم مع مصالحكم ليس إلا، وبما أن نغمة الوحدة لم تحقق تلك المصالح الطائفية، فلماذا لا تغازلون عيدروس بالاستقلال !
ستذهبون وسيواصل رجال الجنوب مع أشقائهم من رجال الشمال وبدعم من أشقائهم العرب تطهير الأرض من وبائكم الكارثي، ومليشياتكم الهمجية.
سقطتم سريعاً...
أُميط اللثام...
ذهبت التقية...
يا له من تخبط...!
يا لها من هزيمة...!
يا له من سقوط مريع...!