لم يكن أحداً يتخيل في يوم من الأيام أن ترفع صور الخميني في ميادين صنعاء، أو أن تتحول جبال اليمن إلى معسكرات للحرس الثوري الإيراني، ولكن هذا ما حدث بالفعل، فقد تسلقت عصابات الانقلابي الحوثي، ومعهم مرتزقة المخلوع علي عبدالله صالح الدبابات الإيرانية ليعيثوا في أرض اليمن السعيد فساداً.
كان المشهد اليمني منذ بدء الانقلاب حتى ليلة السادس والعشرين من مارس 2015م قاتماً، فدبابات الانقلابيين تستعد لاحتلال عدن وإحكام سيطرتها على جميع أراضي اليمن، معلنة بذلك نهاية دولة، وقيام إقليم فارسي في جنوب جزيرة العرب.
من خلال هذه الحقائق التي لا يختلف عليها إثنان يمكن الحكم على عملية (عاصفة الحزم) التي تعتبر بأبعادها الإستراتيجية واحدة من أهم العمليات العسكرية في تاريخ العرب الحديث، فمع انطلاق أول طائرة تابعة لتحالف دعم الشرعية في اليمن لدك أوكار الانقلابيين تمت كتابة السطر الأخير في الحلم الإيراني بأرض العرب.
بداية العاصفة جاءت بقرار حكيم من ملك حازم لم يقف موقف المتفرج أمام سقوط دولة عربية في أيدي عملاء وخونة تحولوا إلى أدوات في أيدي ملالي طهران، فلغة الحوار والمبادرات تعطلت نتيجة جنون الانقلابيين، وكانت الأحداث على الأرض أسرع من حركة طائرات المبعثوين والمفاوضين، وكان الخطر يتقدم لالتهام الشرعية، ومعها أمل اليمن في العيش بكرامة وحرية.
وبعد أن حققت (عاصفة الحزم) أهدافها انطلقت عملية (إعادة الأمل)، وهي عملية مختلفة بالمفهوم الإستراتيجي لشمولها محاور سياسية وإغاثية، إضافة إلى المحور العسكري، فلا بديل أمام الانقلابيين إلا الانخراط في حوار سياسي والإذعان للإرادة الدولية الممثلة في قرار مجلس الأمن رقم 2216 الداعي للالتزام بالمبادرة الخليجية، ودعم الشرعية في اليمن.
اليوم.. وبعد مرور عامين على انطلاق العاصفة يحصد اليمن النتائج، فقد توسعت رقعة الشرعية وانكفأ الحوثي وشريكه صالح، وتحولت آلتهما العسكرية إلى مجرد عصابات منهزمة تختبئ في الكهوف، لا يمنعها من الاستسلام لإرادة الشرعية إلا صكوك الغفران المطبوعة في طهران.